أكد الروائى بهاء طاهر أن جماعة الإخوان المسلمين ليست "محظوظة" كما شاع عنها بعد الثورة، ولكن كل ما فى الأمر أنها تتحرك بخطة منظمة ووفقا لرؤية واضحة، مما يجعلها تستطيع أن تظهر بهذه القوة، مضيفاً: من الناحية الفكرية أنا ضد الإخوان ومن الناحية الموضوعية أنا على يقين بأن من جد وجد.
وقال طاهر خلال اللقاء المفتوح الذى عٌقد معه مساء أمس الجمعة بمكتبة الشروق بالزمالك، إن التيار الدينى فى مصر ليس بهذه القوة التى يظهر عليها، ونحن مقبلون على صحوة ستجعل التيار الليبرالى يشتد لمقاومة المد الدينى.
وتابع: كنت أتمنى أن تصل ثورة 25 يناير لدرجة النضج الكافية، ولكن هذا للأسف لم يتحقق فأصبحنا نعيش فى حالة غموض ثورى غير محددة الأهداف والرؤى بشكل يمكن من التنبؤ بخطوات المرحلة المقبلة.
وأضاف آمل أن تتحقق الأهداف العظيمة التى تحرك من أجلها الشباب، وأن يتغلبوا على العوامل المحيطة بمستقبل مصر.
وأشار طاهر إلى أن الخروج من الأزمة الحالية يتطلب تكاتف الشباب وتوحيد الائتلافات الكثيرة التى تشكلت بين يوم وليلة بشكل يجعل من الصعب علينا أن نفرق بين الصادق والكاذب منهم، داعيا لضرورة إيجاد وسيلة للاتصال والتعامل بين الشعب والمجلس الأعلى للقوات المسلحة حتى يستطيع الطرفان معرفة ماذا يريد كلا منهما من الآخر.
وأعرب طاهر عن سعادته بإلغاء وزارة الإعلام، قائلا: خطوة جميلة أن يتم إلغاء تلك الوزارة التى أنشأها "النازيون" بحيث تكون هناك سلطة مركزية تنشر رأيها وتفرضه على الناس، وكان من المفترض أن يشهد الإعلام بعد الثورة حالة من الانتعاش والصحوة بحيث تؤسس مختلف القوى والتيارات الصحف والقنوات التلفزيونية الخاصة بها والمعبرة عن رأيها ولكن هذا لم يتحقق الآن، وأعتقد أن هذا هو دور الإعلام خلال المرحلة الانتقالية.
وأشاد طاهر خلال حديثه بالأعمال الادبية التى سجلت أحداث الثورة والتى قدمها كل من محمد فتحى، مصطفى الحسينى، عبد الرحمن يوسف، وأحمد زغلول الشيطى قائلا إن تلك اليوميات ستكون نبعاً يستقى منه الباحثون والدارسون تفاصيل وأحداث الثورة مثلما يحدث الآن مع الثورات السابقة، وأوضح أن الجماعة الثقافية فى مصر الآن، لم يعد لها وجود، فخلال السنوات السابقة كانت هناك حالة من الاستغناء عن الثقافة فى المجتمع، وتم تدمير كافة المؤسسات الثقافية حتى أصبح هناك فراغ شامل فى المجال الثقافى، ولم يتبق سوى اتحاد الكتاب والمجلس الأعلى للثقافة، حيث لا يقدمان الكثير لخدمة الحالة الثقافية العامة.
وأشار طاهر إلى أنه سعى كثيرا خلال السنوات الماضية لتدريس روايته خالتى صفية والدير بالمدارس دون مقابل ولكن دون جدوى.
وقال طاهر إن الجيل الحالى من الكتاب الشباب سيكون أفضل من جيله هو ونجيب محفوظ وطه حسين وجمال الغيطانى وغيرهم.
وأضاف المهندس إبراهيم المعلم الذى أدار اللقاء: هناك فساد داخل منظومة التربية والتعليم وتحديدا بين المفتشين وكل الناس تعلم ذلك ماعدا وزير التربية والتعليم.