
وقال د. ممدوح حمزة، الاستشارى الهندسى العالمى، فى كلمته، إن الأسباب الحقيقية التى دفعته إلى تأسيس المجلس هو نتيجة الاستفتاء على التعديلات الدستورية، والتى وصفها بـ"غير المنطقية"، لافتاً إلى أن عاطفة الشعب المصرى سارت وراء طائفة واحدة، تخطط للحصول على أغلبية البرلمان المقبل. وأضاف: المجلس اليوم يسلم نفسه كخادم للشعب المصرى، من خلال تلبية كافة المطالب التى تعيد الحياة للنظام والحياة الديمقراطية.

شهد المؤتمر بعض الخلافات المحدودة، بسبب اقتراح وائل نوارة، أحد أعضاء المجلس، إعادة الاتصال بجماعة الإخوان المسلمين للمشاركة، بهدف توحيد كافة القوى السياسة داخل المجلس، رغم اعتراضه على سياسات الجماعة، الأمر الذى رفضه عدد كبير من الحضور، بينما انتقد نوار وآخرون من الحضور سيطرة التيار الناصرى على تشكيل المجلس والمؤتمر، قائلا: "تيار بعينه يسيطر على المؤتمر، وهو ما نرفضه، فهو تمثيل متساوٍ للجميع، رغم احترامى لهذا التيار"، الأمر الذى دفع عدداً كبيراً من الحضور لإعلان تضامنهم مع هذا الاعتراض.

وشارك فى المؤتمر ما يقرب من 150 من القوى السياسية والشخصيات العامة والفنية من بينهم، هدى عبد الناصر، محمد فائق، عبد الحليم قنديل، جورج إسحاق، محمد نور فرحات، جيهان فاضل، علاء عبد المنعم، جمال زهران، منى مكرم عبيد، أمينة النقاش، عبد الله السناوى، إبراهيم المعلم، سامح الصريطى، والمخرج خالد يوسف، وجميلة إسماعيل.

وطالب د.أسامة الغزالى حرب، رئيس حزب الجبهة الديمقراطية، بضرورة الحفاظ على ما سماه بـ"إنجاز المجلس الوطنى"، معتبراً أن نجاحه يعنى نجاح الشعب المصرى فى إدارة العالم بأكمله، وليس البلاد فقط.

بينما طالب عمرو هاشم ربيع، الخبير بمركز الدرسات السياسية بمركز الأهرام، بضرورة وجود همزة وصل بين أعضاء المجلس بالمحافظات والأمانات العامة بالقاهرة، والتى من المقرر تشكيلها خلال المؤتمر.

من جانبه، أكد الدكتور عبد الحليم قنديل، المتحدث باسم حركة كفاية، أن شعار الدولة المدنية ليس هو الشعار الأفضل فى المرحلة الانتقالية المقبلة، بل شعار يحمل مطالب الثورة، وهى الحرية والعدالة والديمقراطية، موضحاً أن من يحارب الدولة العلمانية لصالح الدولة الدينية أو العكس، فإنه يحارب وهما بوهم.

وأكد قنديل، فى المؤتمر الأول للمجلس الوطنى، أن المجلس العسكرى ليس هو مجلس قيادات الثورة، بل كان صديقاً حميماً لها. مضيفا أن الشعب إزاء حالة سياسية بها خلل، قائلا: "هناك قطب هائل إلى اليمين فى الشئون السياسية، وهم جماعة الإخوان المسلمين والتيار الإسلامى، فى حين يوجد فراغ باتجاه اليسار"، وأن جوهر الحراك السياسى الذى يعقب الثورة أن الإخوان يحاولون بناء عقل سياسى، فى الوقت الذى يبحث اليسار عن بناء جسده السياسى.

وأضاف قنديل، أن السيناريو الذى وضعه المجلس العسكرى بخصوص وضع الانتخابات أولا قبل الدستور، وحصل عليه توافق من التيار الإسلامى هو سيناريو مهلِك ويقود البلد إلى نفق مُظلم، مطالبا بتوحيد القوى السياسية على مطلب وضع الدستور أولا.

واقترح قنديل أن يتم تشكيل الجمعية التأسيسية لوضع الدستور بالانتخاب، على أن يكون عملها غير قائم على المحافل والنوادى والأماكن المغلقة، ويكون هدف الفترة الانتقالية المقبلة هو وضع دستور شعبى يتبعه الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.
