شاكر رفعت شاكر يكتب: جدد أفكارك

الجمعة، 10 يونيو 2011 01:10 م
شاكر رفعت شاكر يكتب: جدد أفكارك صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
على غرار التحديث والتعديل الذى نقوم به لحواسبنا الآلية تحت ما يسمى up date فنحن أحوج ما يكون لهذا التحديث والتعديل لأفكارنا ولأساليبنا التربوية... فالتحديث الذى نقوم به بشكل دائم ومستمر لأجهزة الحاسب الآلى إنما يأتى بسبب ظهور برامج جديدة تستدعى هذا التجديد الذى أصبح لابد منه لمسايرة كل جديد وللاستفادة من البرامج الجديدة، وبدونها يصبح الجهاز عديم الفائدة ولا يقوم سوى بوظائفه التقليدية، وهذا يعنى أن هذا الجهاز لا يساير التقدم والتحديث أو بمعنى آخر يصبح متخلفا ومتراجعا عن مسايره كل جديد، أما عن مصير هذا الجهاز الرجعى المتمسك بتلابيب الماضى فهو كثره الأعطال والتهنيج ثم بعد ذلك يتحول إلى آلة عطباء لا جدوى منها لتصبح هى والعدم سواء.

ونحن مثل هذا الأجهزة التى نحرص على أن نقوم بتحديثها حتى نحافظ عليها ونعظم استفادتنا منها نحتاج إلى كثير من التحديث لأفكار عفا عليها الزمن ولأساليب لم تعد تناسب طبيعة هذا العصر... فكيف نتمسك بالأساليب التى تربينا عليها لنطبقها على أبنائنا الذين يشهد زمانهم تغيرات وطفرات فى الأفكار، وفى التكنولوجيا وكل مناحى الحياة بشكل يجعل الفرد منا يلهث عندما يحاول ملاحقة تلك التغيرات المتسارعة... أبناؤنا شهدت نشأتهم تغيرات ومستجدات لا حصر لها تجددت معها أفكارهم وزاد بها وعيهم وإدراكهم فأصبح الواحد منهم يعرف أشياء لم تكن تخطر ببالنا حينما كنا نفوقهم فى أعمارهم... وكيف لا وقد أصبح عالمهم الإنترنت والقنوات المفتوحة والموبايل الذى زالت معها كل القيود والمحاذير ومع هذه التغيرات نجد الكثير من الآباء يصر على اتباع الأساليب والحلول التقليدية التى تربوا عليها فى تعاملهم مع أبنائهم من أبناء هذا الجيل، وهذا بطبيعة الحال يعجل بالصدام بين الآباء وأبنائهم مما يزيد الهوة بينهم وتتعقد معها كل الحلول الممكنة، قديماً لم يكن وارد أن ينشأ حوار متواصل بين الآباء وأبنائهم بينما من سمات هذا العصر وجود حوار متصل ومتواصل مع الأبناء وإبائهم أو أقاربهم لعلاج المشكلات التى تنشأ بسبب طبيعة المرحلة التى يمرون بها وبسبب قله إدراكهم فلم يعد أسلوب التعنيف مقبولا نستطيع به مواجهه تلك المشكلات.

لقد آثرت الاختلافات والتغيرات التى اتسم بها هذا العصر فى أبنائنا مما يتطلب بل ويحتم أن نقوم بعمليه تحديث لأفكارنا ولأساليبنا التربوية فى محاوله لإعادتهم إلى الإطار السليم والمقبول بعيدا عن الطرق والأساليب القديمة التى تربينا عليه... فما كان مقبولاً الأمس لم يعد مقبولاً اليوم ولهذا فلابد علينا أن نحاول أن تقترب لغتنا من لغتهم بشكل يضمن وصولنا إليهم وهذه اللغة كى تقترب منهم لابد أن نقوم بعمليه مراجعه شامله لما نشأنا عليه بشكل لا يخرج عن الإطار الصحيح... إن عملية التحديث المستمرة لأفكارنا إنما تهدف إلى تغيير وتجديد شامل لأفكار وأساليب قديمة إلى أفكار وأساليب حديثة تناسب هذا العصر وتسايره وتخلق حلولا يقبلها أبناء هذا الجيل المتمرد دون أن تخرج عن المسلمات والمعتقدات التى لا مساس بها... وبدون هذا التحديث سنصبح مثل أجهزة الحاسب الآلى العتيقة التى لا يطولها أى تجديد وتحديث والتى أصابها العطب جراء هذا الإهمال وبطبيعة الحال فسيعرض عنا أبناؤنا، كما أعرضوا عن تلك الأجهزة المتهالكة التى تمسكت بثوبها القديم دونما أى تجديد أو تحديث.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة