سيد البحراوى: المجلس الأعلى للثقافة كان مقهى قبل 25 يناير

الجمعة، 10 يونيو 2011 01:55 م
سيد البحراوى: المجلس الأعلى للثقافة كان مقهى قبل 25 يناير الناقد الدكتور سيد البحراوى
كتب وجدى الكومى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال الناقد الدكتور سيد البحراوى إن المجلس الأعلى للثقافة قبل 25 يناير لم يكن إلا مقهى، ولم يكن الكتاب الشبان يرتادونه، مضيفا: ولست أدرى إن كان ينبغى أن نشكر المسئولين عن هذا المكان، أم نوجه لهم التحية لأنهم يعيدون الحق لصاحبه، فهذا المكان ينبغى أن يكون مكانا للجيل الذى تم تهميشه من الكتاب والنقاد الشبان.

جاء ذلك خلال الأمسية التى أقامها أمس منتدى التكية الأدبى لمناقشة كتابه الصادر حديثا بعنوان جبانة الأجانب، ويحوى 16 عملا قصصيا فازت فى مسابقة التكية للرعب المحلى، وأشرف عليها الدكتور سيد البحراوى أستاذ الأدب العربى الحديث، وجمعته الندوة مع الدكاترة خيرى دومة ومحمود الضبع والدكتورة إيمان الدواخلى المسئولة عن منتدى التكية وأدارها الدكتور هيثم الحاج على.

وتابع البحراوى مخاطبا الكتاب الشبان أصحاب النصوص الفائزة: أنتم أبناء هذا الهامش وتعرفون جميعا أن الثقافة الرسمية التى كان هذا المجلس رمزا لحظيرتها، قد وصلت لطريق مسدود، ومن كان يريد صنع المستقبل، كان عليه أن يذهب للهوامش، ولا يمكن للجيل الجديد الذى قام بالثورة، أن يكون ابنا للثقافة الرسمية، فهو ابن الهامش وابن الثقافة الحقيقية التى كانت تتم خارج هذا المجلس، وخارج الثقافة الرسمية.

ولفت البحراوى إلى قدرة هذا الجيل على أن يستبطن ما يقول عنه "يونج" اللاوعى الجمعى، سواء فى الأساطير وحكاية العفاريت، ويصوغه بهذه الدقة، وبهذا الإحكام، مضيفا: أياً كان الشكل الذى ينتمى إليه، سواء الروايات القصيرة أو القصص القصيرة، فلمست فيها إحكام شديد لهذا اللاوعى الجمعى، على رغبة هذه القصص فى أن تخلصنا من هذا الخوف من الرعب، كى تقوم الثورة.

وتحدث الناقد الدكتور شريف الجيار، مشيرا إلى أن امتنانه لقراءته النصوص الحقيقية لشباب بمفهوم كلمة الشباب، الذى قام بثورة 25 يناير، وشعر بأنه يتعامل مع كتاب، لهم طابع خاص، فى التعامل مع النص السردى، مضيفا أن تجربة التكية فى "جبانة الأجانب"، تؤكد أن واضعى هذه النصوص كتاب يجيدون التعامل مع المصطلحات، لافتا إلى أن القصص لا تنتمى لأدب الرعب وإنما إلى الفانتازيا والواقعية السحرية، والخيال العلمى، والخيال الشعبى، الموجود لدى الكاتب المصرى والعربى، هى نصوص تمتلك قدرات ومقومات خاصة فى التعامل داخل حقل الأدب العربى.

ولفت الجيار إلى أن هناك خبرات تتكرر داخل نصوص الكتاب، تؤكد مصريتها وعربيتها، مضيفا: شباب مصرى ارتدى عباءة الوطن، وهو يكتب هذه النصوص.

وقال الجيار: كلنا نمتلك ثقافة شفاهية، تظهر فى سمات هذه المجموعة، منها سيطرة عالم القرية، وميراثها الشفاهى، والخيال المتجاوز الذى لا يعتمد على المنطقية تماما، والمجموعة تعتمد إلى الرواية القصيرة، لأنها تعتمد على ما يعرف بالتشابك فى الأحداث والأماكن.

وأوضح الجيار أن السارد داخل إحدى القصص يأخذنا إلى عالم الجدة، حتى ينقلنا لعالم العفاريت، وينقلنا إلى ما يعرف برعب الوطن، أو رعب القرية، أو الفكر الشفاهى المسيطر على هذه القرية.

وأكد الجيار على أن الفانتازيا الموجودة فى نصوص المجموعة، هى جزء من التراث المصرى والعربى، والثقافة العربية الشفاهية، ومفهوم القرية المصرية التى افتقدت مرات عديدة، مشيرا إلى أن الثورة فى الإبداع أو إبداع الثورة يعبر عنها هذه الكتابات التى تمثل التمرد من أجل الحضور، قائلا: أؤكد اليوم أننى أمام أقلام حقيقية، أفادت من التراث جيدا، وأفادت من شعرية السرد الحديث، بكل تقنياته، وهناك ملمح بارز داخل هذه النصوص، وبشكل واضح جدا، أن كثيرا منها لا يدخل السارد إليها مباشرة، فهو يعطى تمهيدا سرديا، كأن النصوص تمهد القارئ ، يعرف أنه يتعامل مع نصوص لها طابع خاص، هو طابع الفانتازيا.

وتابع الجيار: الكتاب أصحاب هذه النصوص، أثبتوا أن هناك شبابا حقيقيا، يؤكد أن مصر لديها ترسانة إبداعية شبابية، ستحرز تقدما مرموقا خلال عشر سنوات قادمة.

ودعا الجيار الكتاب الشبان، للانضمام للجنة الشباب باتحاد الكتاب المصرى، مؤكدا على أنهم سوف يمثلون ركيزة أساسية للجيل الحالى.

ودعا الدكتور هيثم الحاج لجنة الشباب باتحاد الكتاب، لدعم طبع كتاب التكية القادمة.

ورحب الجيار، مؤكدا على أنه سيسعى إلى ذلك من خلال اتحاد الكتاب بعد مراجعة الميزانية، كما رحب الجيار بإقامة ندوات فى اتحاد الكتاب لمناقشة إصدارات التكية.

الناقد الدكتور محمود الضبع أشار فى بداية حديثه إلى أن مجموعة "جبانة الأجانب" الصادرة عن أسرة التكية، حققت اتصالا مع التراث والماضى.
وقال الضبع: الرواية لم تعد مصرية، وإنما صارت فنا عربيا أصيلا، يدل عليه تدفق الأعمال الروائية المدهشة فى السعودية واليمن، والكتابة الروائية لم تعد مجرد حكى أو سرد، لافتا إلى أنه لا توجد ثقافة بدون إنتاج، وأى ثقافة غير منتجة، هى ثقافة ليست موجودة.

وتحدث الضبع عن الهوية الثقافية، وكيفية تشكلها، متناولا ترسيخ الهوية والأعراف والتقاليد والموروث الشعبى، وكذلك المعتقد الدينى، مشيرا إلى أن الإسلام والمسيحية تنتميان لحقل بلاغى واحد، وقال الضبع: لو فكرنا فى الدين بوصفه نمط ثقافى، وليس من بوابة الإيمان والكفر، سنجده معبرا عن هوية واحدة، مضيفا: لن نشعر بجماليات النص القرآنى، إذا تعاملنا معه فقط من جانب الإيمان والكفر.

فيما أشار الناقد الدكتور خيرى دومة إلى شكره لمن نظم هذه الأمسية، ولمن اختار عنوان "فانتازيا الثورة"، مؤكدا على أنه عنوان دال جدا على حالتنا اليوم، قائلا: سواء أكان هذا العنوان مقصودا أم غير مقصود، وإنما يعبر عن حالة السيولة التى نعيشها اليوم فى حالة لم تتضح بعد.

وأضاف دومة: أنا قلق جدا من استهلاك كلمة الثورة على هذا النحو الذى يكاد ينتهك معنى الثورة، مشيرا إلى أن جامعة القاهرة كان بها ندوات تم الإعداد لها منذ ديسمبر الماضى، ولكن تم تغيير عناوينها وألصقوا فيها كلمة الثورة.
ولفت دومة النظر إلى إعجابه الشديد بكل قصص المجموعة، مؤكدا على أن كل كاتب من كتاب المجموعة الـستة عشر، له عالمه الخاص، مشيرا إلى أن الفانتازيا لها علاقة وثيقة بالثورة، وهى صانعة الثورات، وتكمن فيها بذور الثورة دائما، فالكتابة المتمردة التى لا تخضع لتصوير الواقع من السطح، هى فى بذورها تعبر عن رغبتها العميقة فى تغيير الواقع.

وقال دومة: الفانتازيا والخيال العلمى وأدب الرعب، أنواع من القص، بعضها رحلة لعوالم خيالية، وبعضها تجسيد لكوابيس كونية، وبعضها خلط متعمد لعوالم مختلفة، يربط بينها دائما طبيعة العلاقة فى العالم الأدبى المكتوب بين الراوى الذى يقوم بفعل الصياغة والنقل، وبين العوالم التى ينقلها.

وتابع دومة: هل ما حدث فى مصر من 25 يناير إلى 11 فبراير، بعيدا عن هذا الخيال وهذا الرعب؟ ألم تتحول الحقائق فى لحظة إلى خيال، والخيال إلى حقائق؟

وأكد دومة على صعوبة وصف أى عمل أدبى حقيقى بأنه هروب من الواقع، مشيرا إلى أن كل الأعمال مهما كانت درجة ابتعادها عن الواقع، لابد أن تلتقى فى النهاية بصورة من واقعها، موضحا أن ما حدث فى مصر مؤخرا، يجب أن يعيدنا إلى هذه الأعمال الأدبية التى أهملها النقد، بدعوى أنها هامشية.
وقال دومة: أدب الفانتازيا ليس بعيدا عن الواقع، لأنها جزء منه، سواء عالمنا النفسى، أو الفيزيقى الذى نراه أمامنا.

وأكد دومة على أن مشهد ميدان التحرير هو يعبر عن الرعب، فقصص الرعب والفانتازيا، تحولت إلى حقيقة، والمسألة بدأت بحلم، وأنا أقصد أن ميدان التحرير كان رعبا قريبا للعالم الموازى.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة