أصدقاء فرج فودة يروون لـ"اليوم السابع" ذكرياتهم معه

الجمعة، 10 يونيو 2011 09:18 م
أصدقاء فرج فودة يروون لـ"اليوم السابع" ذكرياتهم معه الراحل فرج فودة
كتبت سارة عبد المحسن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال عنه أصدقاؤه، إن جلسته تتميز بالهدوء، وأنه كان يُسخر كل وقته للتعمق فى دراسة الفقه والشريعة، وكل ما يتعلق بأيام الحكم فى الإسلام، وذلك لاعتقاده الكامل بأن الدين الإسلامى يدعو لدولة مدنية ولا مجال فيه لدولة دينية.

فرج فودة هو الرجل الذى حارب من أجل الحرية، والدفاع عن الدولة المدنية، ولقبه الإسلاميون بزعيم العلمانيين فى مصر.

قال عنه الكاتب الصحفى صلاح منتصر الذى كان يرأس تحرير مجلة أكتوبر، وقت أن تم اغتياله، أنه كان يقضى أغلب وقته فى الدراسة والقراءة والتعمق فى شئون الفقه والشريعة الإسلامية، والسياسة، لافتا إلى أنه كان قليل الجلوس مع الأصدقاء.

ذكر منتصر، أنه من نفس محافظته "دمياط"، وأنه تعرف عليه عندما كان يلتقى معه فى أكثر من محاضرة، أو ندوة يذهب فيها، وأنه كان يتابع مقالاته التى كان يكتبها فى جريدة الأحرار، ولفت انتباهه تفرده بالحديث عن الدولة المدنية، وكيف كان يرد الحجة بالحجة على الجماعات الإسلامية، ويقول إن مقالاته كانت تحدث تاثيرا كبيرا فى الوسط الثقافى.

وعن مناظرته فى معرض الكتاب مع محمد الغزالى، أشار منتصر إلى أن الدكتور سمير سرحان كان وقتها رئيس الهيئة العامة للكتاب، ودعاه ودعى معه آخرون لم يتذكر أسماءهم، لكنهم اعتذروا عن الحضور، لكن فودة رحب بجرأة لحضور هذه المناظرة التى قال عنها منتصر، أنها السبب الرئيسى فى اغتياله.

وقال الكاتب الصحفى محمود عبد الشكور، وهو أول صحفى قام بتغطيه ملابسات حادث اغتياله، حيث كان فى ذلك الوقت صحفيا ناشئا تعرف عليه من قبل، عندما كان يعمل بجريدة مصر الفتاة، وكان فى ذلك الوقت يجرى تحقيقا صحفيا عن "أحزاب تنتظر الشرعية"، مشيرا إلى أنه فى ذلك الوقت كان ينتظر الموافقة على انشاء حزبه "المستقبل"، الذى لم توافق لجنة الأحزاب على إنشائه.

ذهب ليجرى معه حوارا حول حزبه، واكتشف أنه شخصية غاية فى التواضع، حيث استقبله بترحيب "ابن البلد" على حد وصفه، وكان يتبادل معه "القفشات" والنكات، يقول: "شعرت أنى أعرفه منذ زمن بعيد".

شرح عبد الشكور كيف حدثه عن حزبه الذى قرر أن ينشئه عام 1984، بعدما خرج من حزب الوفد، عندما كان يرأسه فى ذلك الوقت فؤاد سراج الدين، وذلك لتحالف الوفد مع الأخوان فى الانتخابات النيابية، معلنا استياءه من خروج الحزب عن مبادئه الأساسية، الذى رشق دعائم الدولة المدنية.

قال عنه جيرانه أنه كان خدوماً جدا ولا يقفل بابه فى وجه أحد، وذكروا أنه رشح نفسه فى انتخابات مجلس الشعب، وكان شعاره فى دائرة شبرا، "الدين لله والوطن للجميع"، ولكنه لم ينجح بسبب وقوف هؤلاء الإسلاميين ضده.

ذكر له سائقه الخاص عندما كان يجرى تحقيقا عن ملابثات اغتياله لمجلة أكتوبر عام 92، أنه كان فى ذلك اليوم خارجا من منزله مع أحد أصدقائه، وكان هناك شخصان قيل أنهما بائعى سمك، ويركبون دراجة نارية أطلقوا عليه الرصاص، فحاول السائق اللحاق بهم، فأمسك بأحدهم، وسلمه للشرطة، وذكر له السائق أيضا أن ابنه أصيب فى الحادث بإحدى الطلقات النارية فى قدمه أو كتفه، وأشار فودة إلى أنه كان يرافقه حارس شخصى، خصصته له الشرطة بعد أن علمت أن اسمه يتصدر قوائم المعرضين للاغتيال، وفى يوم مقتله أبلغ فودة حارسه أن يعود لمنزله خوفا عليه من القتل، قائلا له: "روح لعيالك يا بنى، أنا لو قتلونى مش مشكلة، لكن أنت لسه شاب صغير خد بالك من عيالك"، وكأنه كان يشعر بأن أجله اقترب، ظل فى المستشفى ساعات طويلة يصارع الموت حتى توفى.

لفت عبد الشكور، إلى أن هذا الموضوع كان أول تحقيق صحفى يقدمه للمجلة،
وأكد عبد الشكور، أنه كان بليغ اللسان يتحدث اللغة العربية بطلاقه، ورغم ذلك كان لديه قدرة عالية على النزول للبسطاء والتحدث معهم أيضا بطلاقة.

كانت علاقته بابنائه قوية جدا، فكان يعاملهم كأصدقائه، وكذلك كانت علاقته بأخواته البنات.

وعلم عبد الشكور، أنه كتب كتابه "الملعوب" للرد على شركة الريان وما شابهها من شركات، فى ذلك الوقت كانت تتاجر بالدين لتوظيف الأموال، أو كما يجب أن يقال "لسرقة الأموال".

عاش مسلما مؤمنا بالله يرفض استغلال الدين فى السياسية، أو أى أمور دنيوية مبتذلة.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة