وائل السمرى يكتب: من يمثل الثورة ومن يمثل عليها؟ "2"

الأربعاء، 01 يونيو 2011 09:23 م
وائل السمرى يكتب: من يمثل الثورة ومن يمثل عليها؟ "2"

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"إحنا بسرعة نعمل ائتلاف ونبعته للجيش، ونروح نقابل المجلس العسكرى".. كانت هذه الجملة هى الأكثر رواجاً فى الأوساط الشبابية وغير الشبابية خلال الأيام القليلة الماضية، وبالتحديد منذ أن أعلن المجلس الأعلى للقوات المسلحة عن نيته لعقد لقاء مفتوح مع شباب الثورة، كانت الائتلافات "كثيرة جداً" قبل أن يعلن المجلس عن رغبته فى اللقاء بها، للدرجة التى جعلت أكثر من مسئول حكومى يبدى تذمره وانزعاجه منها، لأنها تسبب له حيرة كبيرة كلما حاول أن يدعى ممثلون للثورة فى الحوارات الوطنية المتعددة، لكن بعد الإعلان عن لقاء المجلس أصبحت "بالزوفة" واختلط الثوار "بتوع التحرير" بالفلول "بتوع إحنا أسفين يا ريس"، كما اختلط دعاة المدنية وإطلاق الحريات العامة، بدعاة السلفية وتحريم الخروج على الحاكم، بالشكل الذى يجعل فكرة تمثيل الثورة فى بضعة شباب فكرة عبثية وغير مجدية، وبهذه التشكيلة العشوائية انتقلت الثورة بقدرة قادر من ميدان التحرير إلى مسرح الجلاء!

الموافقون على حضور اللقاء اعتبروه "فرصة سعيدة" للقاء شباب التحرير خارج الميدان، ومحاولة لتقارب وجهات النظر بين الثوار وبعضهم البعض من جهة، والثوار والمجلس العسكرى من جهة أخرى، كما عقدوا آمالاً فى حالة حدوث تقارب على أن يتم تكوين جبهات أو اتحادات أكبر لتتحرك سياسياً بطريقة موحدة أو على الأقل ليردوا على السؤال الدائم الذى يطرحه الرأى العام حينما تحدث مشكلة ما: هما فين بتوع التحرير؟ وحلم آخرون بتشكيل أحزاب سياسية تضم هذا الكيان العريض أو على الأقل ضم هؤلاء الشباب إلى الأحزاب السياسية القائمة كل حسب توجهاته وتطللعاته.

الثورة مكانها التحرير وليست القاعات المكيفة، هكذا رد الرافضون للقاء المجلس العسكرى، معترضين على أن يتم اللقاء بهذا الشكل، مؤكدين على أن هناك العديد من شباب الحزب الوطنى المنحل قد بادروا بتشكيل ائتلافات وهمية لمجرد فكرة الجلوس مع أحد أعضاء المجلس العسكرى، كما كانوا يتقاتلون قديما على لقاءات جمال مبارك، كما أن الكثيرين اعتبروا إئتلافات الشباب التى أطلقوا عليها ائتلافات "التيك أواى" فارغة، أراد أعضاؤها أن يظهروا فى التليفزيون "عشان يتصورا مع الثورة المجلس زى ما اتصورا مع الدبابة"، معتبرين أن الغرض من هذا اللقاء هو "شق الصف" لتكوين جبهات متصارعة داخل أوساط الشباب، ليصبح هناك ثورة "مؤيدة" وثورة "معارضة".

فى مقال سابق انتقدت روح التكالب على تمثيل الثورة محاولة البعض المستميتة للتمثيل عليها، وكان بذات العنوان "من يمثل الثورة ومن يمثل عليها، وها هو الأمر يتكرر لكن فى صيغة أكثر التباساً، وبين النوايا الطيبة والنوايا الخبيثة تقف "الثورة" حائرة بين الأشخاص وحسن النية وسوئها، فليس كل من وافق على حضور اللقاء خائنا، وليس كل من رفض الحضور بطلاً ولا سوبر مان، لكن تبقى فكرة اختصار الثورة فى عدة أفراد محل شك وارتياب دائمين، وفى ظنى أن الحصن الأمن للثورة يجب أن يكون دائما فى مجموعة الأفكار التى صاغها وجدان شباب مصر فى ميدان التحرير، ومجموعة الشعارات التى حملها الميدان وتوافق عليها معظم أطياف الشعب وفئاته، هل تريد أن تعرف من يمثل الثورة؟ إجابتى النموذجية هي: الضمير هو الممثل الشرعى والوحيد لثورة مصر، وسيادة القانون هو أمل الثورة ومبتغاها الأسمى فقط سيادة القانون بيد حازمة وروح وطنية على الكبير والصغير، وإن قلت لى إن هذه الإجابة فضفاضة سأقول لك إن القيم دائماً فضفاضة، يكتب عليها الموت فقط إن تجسدت فى شخص أو مجموعة، لأننا سرعان ما ننسى القيمة ونعبد الشخص، ولو أردت إجابة أكثر تجسيدا للسؤال عمن يمثل الثورة سأقول لك إنه بلا شك ميدان التحرير، ها أنا قد أجبت على السؤال الدائم عمن يمثل الثورة وجاء دورك لتجيب على هذا السؤال: من يمثل عليها؟


موضوعات متعلقة..

من يمثل الثورة ومن يمثل عليها ؟





مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

هاله المصرى

كن ايجابيا وشارك معنا فى ( المشروع القومى لزراعة مصر ) على الفيس بوك

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة