عمر الأيوبى يكتب: الجبلاية "المهزوزة" والزمالك الخايب والحكم الشجاع

انتظرت كثيرًا قبل الكتابة فى أزمة مباراة الزمالك والمقاصة حتى تتضح الأمور، وجدت أنها أخذت أكبر من حجمها الطبيعى، حكم أخطأ فى قرارات مؤثرة، شىء عادى يحدث فى كل دوريات ومنافسات العالم، ثورة وغضب جماهير الفريق الخاسر شىء منطقى وعادى أيضًا، لكن الشىء غير العادى وغير المقبول هو تصعيد الموقف الذى اتبعه مجلس إدارة الزمالك واعتبار الأمر مسألة كرامة وإهانة للكيان الأبيض، رغم أن الأمر كله خطأ حكم فى قرارات، نعم مؤثرة، لكن يجب أن نعترف أن الزمالك لا يستحق الفوز الذى ذهب للفريق الأفضل تكتيكيًا وبدنيًا، لأنه لعب ناقصًا لمدة 55 دقيقة كاملة بعد طرد لاعبه حسين حمدى.

هى عادة مسئولى القلعة البيضاء للابتعاد عن الأسباب الحقيقية لأى هزة أو سقطة والتركيز على أى شماعة تحميهم من غضب جماهيرهم المتحفزة والشاعرة بالقهر والاضطهاد باستمرار.

وإذا كان مسئولو الزمالك مارسوا عادتهم فى الذهاب لجماعة التحكيم، فلا أجد مبررًا لحالة الخضة التى انتابت اتحاد الكرة ومسئوليه الذين ارتجفوا رعبًا من تهديدات القلعة البيضاء بالانسحاب من الدورى، رغم علمهم أن هذه تهديدات جوفاء من المستحيل تنفيذها وفوجئت بالموقف الغريب والكئيب من سمير زاهر بإعلانه إحالة الحكم ياسر محمود للتحقيق فى سابقة هى الأولى عالميًا أن يتم إحالة حكم للتحقيق بسبب ارتكابه خطأ فنى فى إدارته لمباراة.

المنطق يقول، إن الحكم الذى يخطئ فى قرارات فنية يمكن عقابه فوريًا من لجنة الحكام بالإيقاف لفترة من الزمن أو نزوله للمستوى الأدنى، أما الإحالة للتحقيق فهو يشير إلى أشياء أخرى وهى وجود شبهات وشكوك رشوة الحكم تقضى بشطبه على الأقل، ولأن اتحاد الكرة يعرف جيدًا أن ياسر محمود حكم شريف ونزيه أرادوا عمل أى شىء يرضى طموحات الزمالكاوية وبالطبع يكون ذلك على حساب الحيطة المايلة وهى التحكيم.

بصراحة ياسر محمود حكم "راجل" وموقفه الشجاع بعدم حضور التحقيق رفع من اسهمه كثيرًا جعل البعض يتعاطف معه خاصة بعد شجاعته واعترافه بالخطأ فى عدم احتساب ركلة جزاء واضحة صحة هدف الزمالك الملغى.