فى أثناء زيارتنا، ولأول مرة، لهذه العمارة، كان المصعد معطلا والسلم طويلا ومليئا بالعثرات والسلالم المكسورة لم يكن من الممكن أن نصعد عليه أبدا، وكنا نأتى كل يوم لنتفقد الوضع هل تم إصلاح المصعد أو على الأقل السلالم المكسورة.
ولكن يوم 25 فى الشهر حاولنا الزيارة كالعادة فوجدنا باب المصعد مفتوحا ويبدو أنه قد تم إصلاحه فصعدنا مسرعين إلى أعلى طابق وأخيرا رأيناها هذه التى كنا نحلم برؤيتها منذ أن ولدنا ولكن بابا حسنى يمنعنا من رؤيتها.. جدتنا الحرية وجدنا العدل وأحفادهما المساواة والعيش الكريم.
قررنا أن نقيم عندهم وألا نتركهم أبدا وهم وعدونا بأنهم لن يفرطوا فينا مهما حصل، إلا أن قلة منا نحن رفضت البقاء عندهم وقالوا نريد أن نرحل الآن صرخنا أخذنا نشدهم نحن لم نلبث إلا قليلا لم نأخذ حقنا بعد من رؤية جدتنا الحرية (يعنى لا اتغدينا ولا تعشينا ولا حتى كوباية شاى) فسحبونا من أيدينا ودفعونا فى المصعد ولكن هذه المرة إلى الأسفل هذا ما فعلته بنا الفتنة الطائفية والمطالب الفئوية فرقتنا وجعلتنا نخسر كل ما وصلنا إليه.. حريق فى كنيسة ومشادات بين المسلمين والأقباط.. ننزل.. الشيخ والقسيس يسلم كل منهما على الآخر ونرفع شعارات تهدئة.. فنصعد قليلا.. ثم ننزل.. طالع نازل حتى تعطل بنا المصعد فلم نتمكن من الوصول إلى ما كنا عليه من الديمقراطية والحرية وحتى لم نرجع كما كنا فى غارقين فى الفساد، ولكن كان هناك أمن إلى حد ما لأنه (لم يكن هناك فرق بين مسلم ومسيحى لأن النظام كان مكفرنا كلنا).. فإما أن نجد من يستطيع أن يصلح هذا المصعد لنصل إلى ما كنا عليه من الحرية العظيمة وإلا سنسقط فى هاوية لا قرار لها سنصل إلى حالة أسوأ مما كنا عليه أثناء النظام الفاسد.