عزيزى القارئ.. حرصاً من إدارة "اليوم السابع" على تعميم الاستفادة وزيادة الوعى الاستثمارى لدى القارئ، سنقدم لك كل أسبوع باباً ثابتاً "حكايات عن البورصة"، لنعرض لك حكايات حدثت بالفعل من قبل المستثمرين فى المجال الاقتصادى وأسواق المال كافةً، ونجول بك سريعاً حول العالم لنتعلم مما سبقونا ونستقى خلاصة خبراتهم الاستثمارية، وتجنباً لأخطائهم التى وقعوا فيها، وذلك تحت لواء من أجل حياة استثمارية أفضل.
يقدم حكاية الأسبوع الجارى، أحمد شحاتة رئيس قسم البحوث والتحليل الفنى بشركة النوران لتداول الأوراق المالية، تحت عنوان "رئيس بورصة بدرجة محتال".
قال شحاتة، "إن الطموح غير المعزز بإمكانيات تضاهيه قد يحول الانسان إلى محتال، لاسيما مع عدم توافر العنصر الأخلاقى لدى ذلك المحتال".
حكاية هذا الأسبوع يتم الاحتفال بها بداية شهر يونيو من كل عام، حيث يتذكر الجميع قصة الملياردير الأمريكى اليهودى "رنارد مادوف" صاحب أكبر قضية نصب على مدار التاريخ سواء من حيث الحجم المقدر بـ68,4 مليار دولار، أو من حيث نوعية ضحاياه والتى سنتعرف عليها فى السطور القادمة، وقد صدر ضد "مادوف" حكم قضائى فى يونيو 2009، بالحبس 150 عاماً.
وأوضح شحاتة، أن بداية "بارنى" كما يطلق عليه المقربون منه منذ خمسينيات القرن الماضى، التى كانت من خلال عمله كفرد إنقاذ فى إحدى شركات أمريكا التى تختص بإنقاذ الضحايا كالغرقى، وفرت له التعرف على كيفية السيطرة على مشاعر الضحايا، فهو يجيد التعامل مع المتهور الذى تحول إلى مذعور بحاجة للمساعدة، تلك الصفات المثالية لاصطياد الفريسة.
واستكمل شحاتة، أن إتقانه لذلك شجعه على تكوين شركة للتعامل فى الأسهم، وهى الأسهم التى تقل قيمتها عن 5 دولارات، مشيراً إلى أن هذه الشركة أنذاك ساهمت فى تطوير المنظومة الإلكترونية التى تقوم عليها "بورصة ناسداك"، حتى وصل "بارنى" إلى منصب "رئيس بورصة ناسداك" فى أوائل التسعينيات.
ولمع اسم "مادوف" فى مجال المال والأعمال الخيرية، وارتبط مفهوم الأرباح الخيالية باسمه، واستطاع تكوين شبكة علاقات ضخمة مكنته من إصطياد ضحاياه العملاء؛ حيث استقطب رؤس أموال ضخمة لم يستطع استثمارها.
وجاءت الأزمة المالية العالمية واشتدت، مما أدى إلى شدة طلب المستثمرين على استرداد أموالهم، وهنا تبدأ النهاية الصادمة.. فقد كانت الشركة أكبر كذبة استثمارية فى التاريخ، وفقاً لاعترافات "مادوف" نفسه أثناء التحقيقات.
أما عن نوعية ضحاياه كانت المؤسسات المالية العالمية متصدرة قائمة الضحايا، فقد تكبدت البنوك السويسرية ما يقرب من 5 مليارات دولار، وهو نفس حال باقى البنوك الأوربية الكبيرة، وكبار رجال الأعمال، فعلى سبيل المثال تكبد بنك أتش أس بى سى 1.5 مليار دولار، وكذلك بنك بى إن بى باريبا 469 مليون دولار.
واختتم شحاتة قصة "مادوف"، قائلاً إن الطماع فريسة المحتال حتى لو كان أكبر المؤسسات المالية العالمية، بينما المحتال فريسة الطموح المبالغ فيه.
أما الجانب الآخر من اتساع الهوة بين الطموح والإمكانيات فهو (الإحباط)، وهو ما تعيشه الدول النامية دوما، فإحدى أهم مشكلات الاقتصاد تنشأ معظمها ليس لعدم توافر الاستثمارات، لكن لعدم القدرة على توظيف تلك الاستثمارات، فقد تكون "قصة مادوف" هى إحدى القصص من آلاف القصص التى لم يفتضح أمرها بعد.
"حكايات من البورصة" باب جديد يقدمه اليوم السابع
الأربعاء، 01 يونيو 2011 07:38 ص
البورصة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطن
بالتوفيق
بالتوفيق
عدد الردود 0
بواسطة:
حمادة
احكي
عدد الردود 0
بواسطة:
mady
انا مستني
عدد الردود 0
بواسطة:
مشير
نصيحة غالية
عدد الردود 0
بواسطة:
مايا
نفسي اعرف
عازوزة اعرف المحاكمة استمرت قد ايه داموضوع مهم قوي
عدد الردود 0
بواسطة:
معادي
عادي
بتحصل كتير عادي
عدد الردود 0
بواسطة:
hmada
الظالم
دي نهاية كل ظالم
عدد الردود 0
بواسطة:
مصريه
بارك الله فيك