ملء الفراغ فى حالة غياب الدولة ومحاولة تحقيق الانضباط والرقابة الشعبية، ومكافحة فساد التجار الجشعين كانت من أبرز إيجابيات اللجان الشعبية التى ظهرت وتشكلت إثر ثورة 25 يناير، لمواجهة الأزمات الاجتماعية التى تفجرت، جاء هذا فى ورقة العمل التى قدمتها أمس أ.د مها الكردى أستاذ علم النفس الاجتماعى، فى ختام المؤتمر الثالث عشر فى المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية لمنعقد من الفترة 29 إلى 30 مايو.
وأشارت د.مها الكردى فى ورقتها البحثية، أن اللجان الشعبية عملت على استقطاب رموز اجتماعية كالإعلاميين والأكاديميين وشخصيات بارزة فى مجالات متنوعة للمساهمة فى مواجهة زعزعة الأمن الاجتماعى، الذى صاحب الثورة، كما حققت نوعا من التقارب الاجتماعى بين الأسر التى لم تكن تعرف بعضها فى نفس الشارع أو الحى، بالإضافة إلى أنها عظمت من قيمة الانتماء والولاء للوطن والأسرة فى مواجهة تدمير القيم الأخلاقية، كما يحدث فى فترة الأزمات.
وعلى الجانب الآخر رصدت د. الكردى بعض ما على اللجان الشعبية، ومنها لجان شعبية شكلها الخارجون عن القانون وقامت بالاعتداء على الممتلكات والحرمات العامة، بالإضافة إلى قيام بعض الأفراد فى اللجان الشعبية بسلوكيات مفرطة فى العنف عند قيامهم بالدور الأمنى.
وفى سياق متصل، أكدت الورقة البحثية، أن قيام بعض الأطفال والمراهقين بحمل الأسلحة البيضاء والشوم، يجعلهم يتعلمون سلوكيات تقوم على مبدأ العنف.
وخلصت د. الكردى فى دراستها إلى عدة تساؤلات، منها هل من الضرورى تشكيل لجان شعبية فى غير وقت الأزمات، كما كيف يمكن تفعيل القانون فى تجاوزات اللجان الشعبية، وهل يمكن تفعيل التعاون بين اللجان الشعبية والشرطة دون تجاوز أى منهم على الآخر؟
"اللجان الشعبية مالها وما عليها" فى "القومى للبحوث الاجتماعية"
الأربعاء، 01 يونيو 2011 05:46 م