وفاء أحمد التلاوى تكتب: هؤلاء يعرفون قدر الحرية

الإثنين، 09 مايو 2011 09:21 م
وفاء أحمد التلاوى تكتب: هؤلاء يعرفون قدر الحرية صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الحرية كنز ثمين ينبغى الحصول عليه بشتى الطرق والوسائل ويضحى من أجلها الشعوب ويراق من أجلها الدم الغالى، وكما رأينا فى الماضى فى ثورة يوليو 1952 وفى حرب أكتوبر 1973 والانتصارات الرائعة التى حققها جيشنا العظيم بفضل الله وحصولنا على حريتنا وكرامتنا وتحرير سينا أرضنا الغالية، وكما رأينا فى ثورة يناير-2011 عندما ثار شبابنا الغالى وشعبنا الوفى ووقفة جيشنا العظيم المؤيدة لحقوق شعب مصر، مطالبين جميعا بحريتهم وبالعدالة الاجتماعية وبحقهم فى الحياة الكريمة والشريفة ودافعوا عن حريتهم ضد الفساد والظلم والطغيان.

فقد وجد الشباب أنفسهم مقيدين لا يستطيعون أن يفعلوا شيئا فثاروا دفاعا عن هذه الحرية، حرية الرأى وحرية الفكر وحرية العقيدة مطالبين بها ضد هذا الظلم والفساد الذى انتشر وعم البلاد فلا يجدون لأنفسهم مكانا فى المجتمع ولا عملا يحفظ عليهم كرامتهم من أن تهان كل يوم نظرا لوجود المحسوبية والرشوة والمؤامرات على مقدرات الشعوب فقد أصبحوا مقيدين دون قيد، فكان لابد وأن يدفعوا ثمن هذه الحرية حتى يعيش غيرهم ويتمتع بنعمة الحرية، فقد خلقهم الله أحرارا ولن يرضوا بغيرها بديلا وهانت عليهم أنفسهم فى سبيل الحصول عليها.

والحرية قد أعطاها لنا الله، حتى فى اختيار العقيدة وترك لنا الاختيار ولم يقيدنا بشىء ولكنه دلنا على طريق الخير وطريق الشر والحلال والحرام وعلينا نحن أن نختار، ويظل يبحث الإنسان عن الحرية حتى يجدها ويحصل عليها، فهو لا يريد أن يشعر أن هناك من يقيده ويعد عليه خطواته، ويسعى دائما للحصول عليها بكل معنى هذه الكلمة من مفهوم، والحرية يطالب بها الصغير والكبير على حد سواء وليست حكرا على من هم فى السجون فقط، ولكنهم فى الحقيقة يعرفون قدرها أكثر من غيرهم، لأنهم حرموا منها.فلا نعرف قيمة الشيء إلا إذا فقدناه.

فالحرية شيء غالى يبحث عنها الجميع ويطلبها كل فرد وحين يحصل عليها يجدها تقيده وتجبره على احترام حرية الآخرين واحترام العادات والتقاليد وغيرها، فحريتك تنتهى عند حدود حرية الآخرين حتى لا تعتدى على حريتهم وتعاقب على ذلك وتدخل السجن، وإنى أجد أن من فى السجون الآن يعرفون قدر الحرية أكثر من غيرهم من الناس، وهو يتمنى أن يرى نفسه خارج السجن مع أولاده وأهله دون أى قيد ويتمنى لو انه لم يرتكب أى خطأ أو جريمة فى حق المجتمع حتى لا يحرم من الحرية.

والسجين ما هو إلا عبد من عباد الله اخطأ فى حق الله والمجتمع ونفسه وارتكب ذنبا ما أو جريمة ما وقد يكون بريئا من هذا الذنب أو الجريمة التى تم حسابه عليها ظلما، فيجب معاملته على انه إنسان، ولا يحق للآخرين أن يهدروا كرامته داخل السجن، بل يجب أن يستفيدوا منه وبطاقاته وإبداعاته التى لديه وتقديمها للمجتمع عن طريق المعارض الجميلة، حتى يكون هناك تواصل بينه وبين المجتمع الذى سوف يخرج إليه، وتحترم حقوقه الإنسانية داخل السجن.

وهذا الدور تقوم به بعض الإدارات الجيدة والمميزة التى تحفظ آدمية المساجين وتقدم لهم دورات مياه حقيقية وتعاملهم معاملة حسنة فالسجن إصلاح وتهذيب وليس تعذيبا لهم وأن تمدهم بالثقافة الدينية التى يحتاجون إليها داخل السجن وخارجه عندما يخرجون للحياة ويتعاملون مع باقى أفراد المجتمع بغير عداء وحينها يقدرون الحرية حق تقدير ويحافظون عليها من الضياع .ولا يقعون فى الخطأ مرة أخرى.

وتظل جميع الدول والشعوب تبحث عن الحرية وتدافع عن حقها فى الحصول عليها وعلى استقلالها ضد أى معتد غاصب، حتى تحصل فى النهاية على ما تريد وهو الحرية الغالية.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة