ما يحدث فى مصر الآن صورة غير مرضية بين المسلمين وأشقائهم المسيحيين.. فكلما نرى مشكلة تنتهى إلا وأخرى تظهر فى الطريق.
هذه الأحداث الجارية تطل برأسها بشكل مخيف على مصر ومقدراتها وثرواتها البشرية والاقتصادية، وهو مايؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن هذه ليست أخلاق المصريين عبر العصور والأزمنة، فمصر بتاريخها وحضارتها لا يمكن أن يصدر عن شعبها مثل هذه السقطات الفادحة، وأن يجرى قلة منا وراء أوهام ظنونهم وسراب أعينهم، فهذا شىء مخيف وفادح، ولا يمكن تقبله أو تصوره بأى حال من الأحوال.
شعب مصر العظيم الذى صنع ثورة من أعظم ثورات العالم، وهى الأعظم فى تاريخه، واستطاع أن يغير حقبة تاريخية بأكملها دفعة واحدة، ونظرة الانبهار من العالم كله لهذه المعجزة التى حدثت فى زمن خلا من المعجزات.
إن عين حسود استقرت أمام المصريين، فقام جماعة منهم بالاشتباك عند كنيسة بالوراق، واستطاع الحكماء أن يقضوا عليها قبل قيامها، وبعد عدة أيام قلائل امتدت إشاعة إلى منطقة البصراوى أطلقها مغرضون فإذا بالتجمهرات تحيط بالكنيسة، وما إن انفض الأمر كذلك وإلا تنطلق المشكلات إلى شارع الوحدة التى انطلقت كألسنة اللهب تنهش فى بقاع عزيزة على مصر ولمصر والمصريين، أسفرت عن خروج بعض المصريين إلى أماكن متفرقة نجم عن هذا الخروج الغير منظم معارك واشتباكات وافدة على الشعب المصرى.
إن كارثة صول بأطفيح انتهت بتقديم سعف النخيل هدايا للمسيحيين فى عيد الشعانين، وعاد الجميع أخوة أكثر مما سبق، ولكن كارثة إمبابة أثارها مجموعة من البلطجية والخارجين عن القانون أرادوا سياجاً لإجرامهم فى خطف السلاسل وحقائب السيدات، بعد أن راقبتهم عيون الشرطة وضيقت عليهم الخناق، فأردوا أن يشعلوها بفتيل يوقد البلاد طولها وعرضها.
إن المصريين يقظون لمصالحهم ومقدراتهم، ولن يتركوا قلة قليلة تساهم فى سرقة البلاد وذبح مقدراتها وتعطيل مصالحها لأغراض دنيئة، يبرأ منها كل دين وعرف وتقاليد.. إن ألسنة اللهب التى امتدت لحرق مصلى للمسلمين فى أثينا تنبئ بعواقب وخيمة نخشاها على أنفسنا.
علينا جميعا واجب حماية البلاد ووأد الفتنة من أجل هذا الوطن العزيز الغالى.. فالمرحلة القادمة غاية فى الدقة تحتاج لتضافر الجهود ونبذ الفرقة والخلافات والعمل على قلب رجل واحد من أجل النهوض بمقدراتنا وإعادة صياغة اقتصادنا على ضوء النتائج الإيجابية لثورة يناير.. والله غالب على أمره وهو نعم المولى.
نقيب المحامين
رئيس اتحاد المحامين العرب