سارة حرار تكتب: زحام العمر

الإثنين، 09 مايو 2011 08:45 م
سارة حرار تكتب: زحام العمر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ذهبت ذات يوم فى ليلة لم أعرف بدايتها، مثل عمرى الذى ضاع دون تحديد هوية، وظللت بين الطرقات أبحث عن سبب أو أمل يخرجنى من هذا الألم والملل الذى أعيش فيه، فسألت نفسى فوجدتها غامضة تسير فى بحر داكن تتطلع إلى ما هو أفضل وتنظر لنفسها فقط فقلت لها لما تنظرى لحالك فقط فممكن أن تضحى من أجل الآخرين فقالت إنك مثالية ولا مكان لوجودك اليوم وطردتنى من نفسى وأصبحت بلا نفس، وأخذت الأمواج تتقاذفنى ما بين موجة وأخرى إلى أن اهتديت إلى الشاطى ووجدت أعدادا كبيرة فقلت لنفسى لعل من بينهم إنسان يستطيع فهمى ويعرف معنى الوفاء والتضحية وبحثت كثيرا إلى أن جاءتنى نفسى وقالت باستهزاء لن تجدى، فكل الناس يبحثون عن مصالحهم الخاصة فقط ولا يعرفون حتى معنى التضحية من أجل الآخرين وأرجو منك ألا تجهد نفسك بالعناء والجهد لهذه الفضيلة الموجودة بداخلك وحتى تستطيع التكيف مع الآخرين ولكن كالعادة لم أصغ لنفسى ومشيت أبحث لعل الله يهدينى إلى شخص فى هذا الزمن وبالفعل بحثت وبعد عناء طويل وجدت إنسانا حائرا يريد أن يتكلم ولكنه يمتنع ويبحث عن شىء ما ولكنه يعجز ويريد أن يبين حقيقة ما ولكنه يجهل ويريد أن يعترف ولكن كالعادة يخاف فأمسكت بيده، فارتعشت وقلت له ماذا بك؟ فضحك ضحكة لم أدر استهزاء أم سخرية منى على هذا السؤال وكأنه يقول لى لا أعرف وما هذا السؤال وفجأة نظر إلى مصوبا طلقات من نظراته كلها أسى وخجل وأخذ يبكى ويبكى فقلت له ماذا بك وتجاهلنى، فقلت له لن أتركك أبدا وبعد عناء قال لى: إننى شاب حالى كحال الكثير اجتهدت وتخرجت فى كلية وطموحى أمامى سنوات عمرى أبحث عن تحقيقه ومرة واحدة أجد نفسى بين العاطلين وأبحث عن عمل ولم أجد ولا سبيل أمامى وهل تريدنى بعد كل هذا التعب أن أعمل فى شىء لا علاقة لى به وغير تخصصى فقلت له إن هذا حال الجميع ولكننا نعمل وقال وهل بهذا تريدون أمة متقدمة اليوم تتطلع إلى الرفاهية وهل أننى فى تخصصى سأنتج وأبدع وأبتكر فقلت بالطبع لا، ولكن ما العمل إذا؟ فقال ليس بيدى شىء غير الدعاء بعد أن تركت نفسى للأمراض تلاحقنى من كل جانب والبطالة أمامى فقلت لن أتركك وحدك فقال بصوت خافت إذا.... سنتزاحم معا فى زحام العمر.

وعندما استيقظت فى الصباح على صوت انتصارات الشعب المصرى بتحقيق الثورة حمدت الله على هذه النعمة وأن الشعب قد استيقظ قبل فوات الأوان وأن ما جمع المصريين كلهم هو حب تراب هذا الوطن ولكنى دعوت الله وأرجو من الجميع أن يدعو أن يبقى الله معنا ويحفظ مصر آمنة أبد الدهر ونحافظ على مكتسبات الثورة وأرجو من الجميع أن نترك انتصارات الأمس ونتجه إلى إنجازات الغد.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة