انتابتنى حالة من الإحباط واليأس الشديد عقب متابعتى الاشتباكات الدامية التى حدثت بين مؤيدى الرئيس السابق ومعارضيه، وأسفرت عن وقوع الكثير من المصابين فى الرابع من الشهر الجارى الموافق ليوم ميلاد المخلوع عليه من الله ما يستحق!!.
هذا اليوم الذى ظهر فيه للأسف الشديد إلى أى مدى يفتقد الكثيرون لأدب الخلاف وأدب الحوار متمسكين بثقافة وفكر النظام البائد، القائم على أساس المصادرة على آراء الغير، بزعم أن آراءهم وأفكارهم واجب شرعى وسنة مؤكدة لابد من اتباع الجميع لها!!.. وهذا ما فعله المعارضون عندما استحوذوا على التورتة وفضوا بالعنف الاحتفال الرمزى الذى يرى المؤيدون أنه من باب رد الجميل ومؤازرة الرئيس السابق فى محنته وإشعاره بأن هناك من الشعب مَن يؤيده رغم ما حدث من كوارث وفضائح!!
مما يدفعنى إلى أن أتساءل.. أهكذا تكون أخلاق الثوار والمعارضين الذين من المفترض أن ثورتهم ومعارضتهم تهدف إلى تصحيح الأوضاع والارتقاء بأحوال البلد والاهتمام بما هو أهم وأشمل وأعم.. فضلاً عن عدم الاكتراث بصغائر وتوافه الأمور التى يتمسك بها البعض والتى لا تسمن ولا تغنى من جوع ولا طائل من ورائها سوى لفت الانتباه والبكاء على اللبن المسكوب دون جدوى؟!، من جهتى أرى تفسيرين لا ثالث لهما لتلك الوقفات المؤيدة للرئيس السابق:
أولهما: أنهم مجموعة ممَن كانوا مستفيدين من بقاء النظام السابق بكل ما تحمله كلمة الاستفادة من معنى، وبالتالى انهيار مبارك وبطانته أدى بالتبعية إلى انهيارهم، مما يعطى شبه شرعية لوقفاتهم تعبيراً عن غضبهم لما آلت إليه أحوالهم، ظانين ومتوهمين أن تلك الوقفات من الممكن أن تُحدِث ضغطاً أو تأثيراً لعودة الزمن إلى الوراء!!
ثانيهما: أن هؤلاء مجموعة من الأفراد الذين لا توجُّه ولا ملة سياسية لهم، يدفع لهم بعض فلول النظام السابق مقابلاً مادياً نظير وقفاتهم لإحداث بلبلة وتفرقة فى الشارع المصرى غير عابئين أو مدركين أو بالأحرى متغافلين عما تسبب فيه النظام السابق من تدهور على كافة الأصعدة!!
أياً كان التفسير الأقرب إلى الصواب.. فلا ينبغى على الإطلاق اهتمام المعارضين بتلك الوقفات الاستفزازية، كما يتحتم على وسائل الإعلام عدم تصوير أو عرض هذا التأييد المزيف، وذلك من باب احترام وتقدير مشاعر الأغلبية التى عانت الأمرين أثناء العهد البائد.
فمع مرور الوقت سيمل هؤلاء المؤيدون ويشعرون بسخافة المسرحية الهزلية التى يؤدونها دون وجود متفرجين ومشجعين أو مصورين وعارضين لأحداثها!!
أعى تماماً أن البعض سيعتبرون كلامى هذا درباً من دروب الديكتاتورية التى عانينا منها طويلا.. لكننى أجزم أنه فى حال تجاهل أولئك المؤيدين وتركهم وما تحوى نفوسهم من نفاق أو تبلد أو غيرها من الأمراض القلبية المصابين بها سيرتاح الجميع وسيتم الحفاظ على شكل الثورة العظيمة وثوارها البواسل، لأن التعرض للمؤيدين بالعنف يثير حفيظة الكثيرين ويلوث شكل الثورة وينذر بعواقب وخيمة على المدى القريب والبعيد.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة