شروع أثيوبيا فى بناء سد لتخزين مياه النيل وتوليد الكهرباء أصاب المصريين بخوف شديد من العطش للمواطن المصرى وعطش الزراعات التى نعتمد عليها فى توفير الغذاء ولا ننكر أننا أسرفنا فى استخدام المياه المتوفرة لدينا طيلة الأعوام الماضية.
ومنذ بناء السد العالى لم نفكر بالقدر الكافى فى الاستخدام الأمثل لحصتنا من المياه وقمنا بإهدار الماء عن طريق استخدام طرق رى تقليدية وقديمة تستهلك أضعافا من الماء وحتى قبل شروع أثيوبيا فى بناء سدها ونحن نشعر بشح الماء وانعكس ذلك على تقليل المساحات المزروعة بالأرز، وقد تأثرنا بتلك القرارات وها هو سعر الأرز ارتفع كثيرا لحدود غير مسبوقة ويجب علينا حكومة وشعبا التفكير فى تلك المشكلة القومية والتى سنعانى منها لسنوات طويلة قادمة، وذلك بسبب الزيادة الكبيرة فى تعداد السكان فى دول المنبع والمصب، فأثيوبيا على سبيل المثال لو استمر معدل الزيادة فى السكان على وتيرته الحالية سيصل عدد سكانها إلى 230 مليون نسمة خلال 40 سنة.
وسيترتب على ذلك زيادة استهلاك المياه فى دول المنبع سواء للشرب أو الزراعة، كما ستزداد نسبة تلوث المياه القادمة من دول المنبع لافتقار تلك الدول لوسائل الصرف الصحى الحديث، وسيترتب على ذلك قلة المياه وتلوثها بدرجة يصعب استخدامها فى الشرب ويلزم اتباع خطوات فعالة ومدروسة من الآن لتلافى مشكلة عطش أبنائنا خلال السنوات القادمة وبداية يجب علينا استبدال طرق الرى بالغمر بطرق حديثة كالرش أو التنقيط، والتى ستوفر المياه والأسمدة ويمكننا مشاركة دول المنبع فى مشاريع لتجميع المياه المفقودة واقتسام تلك الحصيلة مع الدول المقامة بها المشاريع.
وهناك مشاريع طموحة يمكننا من خلالها توصيل الأنهار التى تصب فى المحيط جنوب القارة لروافد نهر النيل بجنوب السودان وشراء تلك المياه من أصحابها، حيث لا يستفيد بها أحد وتسقط فى مياه المحيط وهى كميات كبيرة تمكننا من تعويض المياه التى تأتى عن طريق أثيوبيا، نظرًا للزيادة المتوقعة لعدد سكان الحبشة والبدء فى تنفيذ تلك المشروعات واستخدام العلوم الوراثية فى استنباط أصناف النباتات التى تقاوم العطش تمكننا من استصلاح مساحات جديدة من الأراضى وتنفيذ مشروع ممر التنمية الخاص بالعالم فاروق الباز، كما يمكننا تنفيذ تلك الوصيات من تعمير سيناء وضخ المياه إليها بما تمثل تلك الخطوة من أهمية لأمننا القومى.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة