سلمى أبو على تكتب: ثورة التكنولوجيا والثورة المصرية

الأحد، 08 مايو 2011 10:51 م
سلمى أبو على تكتب: ثورة التكنولوجيا والثورة المصرية الفيس بوك

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
العالم الافتراضى هو محاكاة حاسوبية عادة ما تكون فى صورة بيئة ثنائية أو ثلاثية الأبعاد.. ومستخدمو العالم الافتراضى لهم ما يسمى بالشخصية الافتراضية آفاتار.. هذا هو المصطلح الذى أطلقته وسائل الإعلام المختلفة على شبكات الإنترنت.. حيث إنه هو لغة العصر الحالى والتطور الحتمى للزمن القادم بالتأكيد.. ففى الماضى البعيد كانت الحياة تتغير بصورة بطيئة.. لم يكن سمة بارزة فى حياة الإنسان الأول.. ربما استغرق تطور الإنسان من جمع الثمار إلى الرعى آلاف السنين.. ومن الرعى إلى الزراعة سنوات أخرى.. وعندما عرف الإنسان الكتابة كان ينقش على الحجر.. واستغرق اكتشاف الأحبار والورق العديد من القرون.. ثم دخل اختراع الطباعة إلى حيز الوجود ليشكل نقلة نوعية فى حياة الإنسان وعند هذا الحد كان التطور قد بدأ يدخل منحنيات أكثر سرعة.. فظهرت وسائل الإعلام المختلفة راديو وسينما وتلفاز.. ثم قرر التطور أن يأخذ شكلا آخر من التكنولوجيا يدمج فيها المعلومات الرقمية المقروءة مع المرئية المسموعة.

وبهذا ظهر أعظم شكل للتقنية الحديثة من خلال شبكة الإنترنت.. ولقد أصبحت مصر من أكثر مستخدمى الشبكة فى المنطقة بدء من عام 2002 م مع إعلان بدء تنفيذ مشروع الإنترنت المجانى إلى يومنا هذا.. صحيح أنه هناك العديد من مراحل التطور التقنى إلا أن وفى هذا المجال بالذات نخطو بخطوات إيجابية.. ولعل أبرز دليل على ذلك هو ثورة 25 يناير التى انطلقت من هذا العالم الافتراضى كما قيل عنه.. لتخلق لنا عالم آخر حقيقى وواقعى من أهم سماته الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية.. لقد استطعنا بفضل الله من خلال استخدام شبكة واحدة من شبكات الانترنت أن نغير نظام دولة بأكملها.. ففتحنا صفحات جديدة من التاريخ.. إنها الشبكة الاجتماعية الفيس بوك.. قبل الثورة كان موقع الفيس بوك مجرد أداة لتصريف وقت الفراغ الزائد لدى الشباب جراء البطالة أو نظام التعليم المحبط.. وتستخدمه شريحة كبيرة من المستخدمين فى الأمور الترفيهية البحتة لإضاعة الوقت.. ولعل هذا هو السبب الرئيسى الذى جعله يواجه الكثير من الإرهاصات والتداعيات السلبية الناتجة عن نظرة البعض المتدنية له لعدم أهميته أو لأننا أو البعض منا يسىء استخدامه.. فيستخدمونه فى الخلافات الطائفية والانتماءات الرياضية.. ما لبثت أن تكون هذه صورة الفيس بوك حتى تحول إلى منبع حركة الثورة وبدأت منه.. واختلفت نظرة الكثير له.. وأعاد الكثير أيضا النظر فى طريقة استخدامه بعد رجوع الخدمة مباشرة أثناء الثورة.. لقد أثبتنا للعالم أجمع أننا نحن الشباب المصرى قادرين على الانتقال من العالم الافتراضى إلى الواقع العقلى، والتحول من الشارع الافتراضى والمشاركات الافتراضية إلى الشارع الحقيقى.. والصمود فى مواجهة عنف أجهزة الأمن فى قمع المظاهرات وعنف حملات التشويه والتشهير التى شنها الإعلام الحكومى قبل الثورة.. لقد استخدمنا الشبكة والمجتمعات الافتراضية لنصنع أكبر ثورة فى التاريخ المعاصر.. واستطعنا أن نبهر العالم بما صنعناه نحن الشعب المصرى فى ثورة غير مسبوقة وفريدة من نوعها.. وبالتأكيد فإن هذا لا يعنى الثورات تقوم بالفيس بوك وتويتر فقط.. فالشباب المصرى نجح فى استخدام هذه الأدوات فى الإعداد للثورة.. نظرا لوجود بيئة سياسية فاسدة مهيأة لقيام ثورة.. لذلك فإن خصوصية وتفرد الثورة المصرية وارتباطها بأدوات الاتصال ومجتمع المعرفة تتطلب نوعا جديدا من التفكير حتى يمكن أن نتفهم أبعادها ومستقبلها.. ولتطويع تلك التقنية بما يخدم مستقبلنا لاستكمال طريق الألف ميل الذى بدأ بثورة 25 يناير ولم ينته بعد.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة