عندما قامت ثورة 25 يناير، كانت حجة النظام البائد وحجة من قاموا بالثورة المضادة، أن وجود نظام مبارك كان كفيلا بتوفير الأمن لجميع المصريين، وأن غياب الأمن سيفضى بنا إلى حروب أهلية ومجاعات، وعندما أقرت الجمعية العمومية لنقابة الأطباء القيام بإضراب جزئى من أجل مطالب مشروعة جاءتنا حجة واهية بعيدة كل البعد عن واقع مصر الطبى بأن من يقوم بالإضراب يخالف قسم الطبيب ويعرض حياة المرضى للخطر؟
لنتأمل القسم جيدا وننظر بعين الواقع إلى المطالب التى ننادى بها.. وأن أَحفَظ لِلنّاسِ كَرَامَتهُم، وأسْتر عَوْرَتهُم، وأكتمَ سِرَّهُمْ.
السؤال هو كيف يتسنى للأطباء ستر عورات المرضى وكتم أسرارهم والمستشفيات غير مؤهلة لذلك؟ فى معظم مستشفيات مصر الحكومية ستجد طبيب الاستقبال يفحص مرضاه فى حضور عشرات الأفراد ممن حضروا مع هذا المريض بل وفى حضور مرضى آخرين، وممن حضروا معهم، مما يفضى بنا إلى انتهااك حرمة المريض وإفشاء أسراره وانتهاك حقه فى الحفاظ على خصوصياته، وتتعدد أسباب تلك الظاهرة وأهمها ازدحام وتكدس المستشفيات بالمرضى، ونقص عدد الأطباء المؤهلين والمدربين تدريبا إكلينيكيا جيدا فى معظم المستشفيات، وانعدام النظام والأمن داخل المستشفيات، لهذا ننادى بإضراب عام لجميع الأطباء من أجل:
A- رفع الميزانية المخصصة للصحة إلى 15% من الموازنة العامة للدولة، طبقا للاتفاقات الدولية التى التزمت بها مصر،B- التأكيد على أن المستشفيات يجب أن تكون مكانا لتقديم الخدمة الصحية و ليس للتربح، ومراجعة صناديق تحسين الخدمة وإدماجها فى ميزانية الدولة.C- ومن أجل أن يتم إخضاع صناديق تحسين الخدمة بالمستشفيات لرقابة الجهاز المركزى للمحاسبات، ولرقابة لجنة من العاملين بالمستشفى، مع إلزام الإدارة بإعلان ميزانية الصندوق كل شهر فى لوحة الإعلانات بالمستشفى. وذلك حتى يتسنى لنا 1-بناء مستشفيات معدة ومجهزه تجهيزا جيدا بأحدث الأجهزة وجميع الأجهزة، ليس جهازا واحدا بالمحافظة بأكملها مثل أجهزة أشعة الرنين والأشعة المقطعية، بل جهاز واثنان وثلاثة بكل مستشفى، فنقلل من ازدحام المرضى فى مستشفى واحد، ونقلل من عنائهم وننهى منظومة الدوران حول الأجهزة، ومنظومة التنقل من مستشفى إلى مستشفى، التى أتعبت مرضانا وكلفتهم أرواحهم فى أحيان كثيرة. 2- تجهيز غرف الاستقبال فى المستشفيات بما يحافظ على خصوصية كل مريض وعدم انتهاك حريته، وإفشاء أسراره .3- التعاقد مع شركات أمن على أعلى مستوى بحيث تمكن الأطباء من التعامل بسهولة ويسر مع المرضى على أن يتولى أفراد الأمن التعامل مع الأهالى لا أن يتولى الأطباء مسئولية إخراج الأهالى من غرف الفحص.. وأن أثابر على طلب العلم، أُسَخِره لنفعِ الإنسَان.. لا لأذَاه.
السؤال هو كيف للأطباء أن يثابروا على طلب العلم ويحرصون على متابعة الجديد ومرتباتهم لا تساعدهم على ذلك؟ من واقع حياتى وحياة زملائى الأطباء، مرتب شهر كامل بل مرتب عام كامل للطبيب لا يساعده لشراء نسخة أصيلة من مرجع علمى فى تخصصه، ودون انتهاك لحقوق الملكية الفكرية للمؤلفين، مرتب الطبيب لمدة عشرة أعوام كاملة، لا يمكنه من الحصول على دورة تدريبية متخصصة فى مجاله فى دولة لها اسم ومكانة فى عالم الطب، الأطباء مطالبون بدفع أجر عام بأكمله من أجل التسجيل ودخول الامتحانات الدراسات العليا، الأطباء مشغولون بالعمل هنا وهناك من أجل القيام بمسئولياتهم الاجتماعية المنوط بهم القيام بها، لهذا ننادى بإضراب عام للأطباء من أجل A- التأكيد على حق الطبيب أن يكون فى الشريحة الأولى للأجور الحكومية نظرا لطول فترة الدراسة، ولطبيعة مهنته الشاقة والحساسة فى نفس الوقت B- خفض رسوم التسجيل للدراسات العليا بصفة مؤقتة إلى مبلغ رمزى ( 500جنيه للتسجيل و50 جنيه رسم دخول امتحان) C- بضرورة تحديث التعليم الطبى، وتحسين الاهتمام والإنفاق على كليات الطب، وعلى ضرورة تطبيق نظام للتنمية المهنية الدائمة للأطباء، يعتمد على دورات إلزامية لكل الأطباء، على حساب جهة العمل. حتى يتسنى 1- إعطائهم الفرصة فى الحصول على ما يمكنهم من سد حاجاتهم الاجتماعية، ويحاول أن يغنيهم عن العمل هنا وهناك وهناك، فنمكنهم من التفرغ للعمل بكامل جهدهم وطاقاتهم فى مشفاهم متابعين لمرضاهم ومهتمين بهم .2- تمكين الأطباء من التسجيل للدراسات العليا وتمكينهم من تحسين مستواهم العلمى فى تخصصاتهم المختلفة .3- تمكين الأطباء من الحصول على دورات طبية متخصصة، ورفع مستوياتهم الإكلينيكية تشخيصا وعلاجا لمرضاهم.
هذا هو القسم وهذه هى المطالب؟ فهل نحن الآن نخالف قسمنا أم مصرون على الوفاء بما أقسمنا عليه؟ هل تعارضت مطالبنا مع القسم أم أنها حجة تتردد على الألسن بغية الحفاظ على المنصب وتجميل الصورة؟
د. محمد شحاتة عطية يكتب: هذا هو القسم وهذه هى المطالب
الأحد، 08 مايو 2011 08:50 م
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة