خبراء: مصر بعد الثورة مرشحة لتصبح ماليزيا جديدة

أكد عدد من الخبراء، أنه يجب أن يكون فى مصر مناخ ديموقراطى تحت مظلة من الاستقرار السياسى، فى ظل قيادة سياسية اقتصادية حكيمة واعية ومنفذة لخطط السياسات والاستثمارات، حتى تصبح مصر ذات نهضة اقتصادية.

أحمد شحاتة رئيس قسم التحليل الفنى بشركة النوران لتداول الأوراق المالية، قال إن الوضع الراهن للاقتصاد المصرى يحتاج إلى تكاتف جميع الجهود من أجل النهوض به واستيعاب ما لحق به من أضرار نتيجةً للأحداث الجارية، والتى تزداد سوءاً يوماً بعد الآخر.

وأشار إلى أن جملة الخسائر الاقتصادية منذ اندلاع الثورة حتى 5 مايو الحالى تقدر بنحو 70 مليار جنيه، وفقاً لما أعلنه معهد التخطيط القومى، فضلاً عن تراجع احتياطى النقد الأجنبى خلال شهور يناير وفبراير ومارس بنحو 8 مليار دولار ليصل إلى 28 مليار دولار.

وأوضح شحاته، أن مصر تمتلك من الموارد ما يؤهلها لنهضة اقتصادية شاملة قائلا: إنه فى حال استغلالها لجميع إمكانياتها ستحقق تطورا كبيرا، مدللاً على ذلك بالنهضة الاقتصادية فى ماليزيا، والتى قال إن لدينا من الإمكانيات ما يفوقها.

كما أكد أن هناك أوجه شبه بين مصر حالياً وماليزيا قبل نهضتها، حيث ارتفاع نسب البطالة وزيادة معدلات التضخم، وتزايد عدد الأفراد الواقعين تحت خط الفقر، والأمية وعدم وجود سياسة اقتصادية واضحة، فضلاً عن غياب مفاهيم أساسية تتعلق بقيمة العمل والإنجاز.

من جانبه، أكد سامح أبو عرايس رئيس الجمعية العربية للتحليل الفنى، أنه علينا الاستفادة بكل ما يناسبنا من أنظمة اقتصادية جيدة، قائلا:إنه لا يوجد نظام مثالى على الإطلاق، بل هناك ما يصلح لنا وهناك ما لا يصلح معنا فى مصر، موضحاً أنه على الرغم من حدوث انتعاش اقتصادى فى دولة ماليزيا كنموذج يمكن الاحتذاء به، إلا أنه هناك من ينتقد النهضة الاقتصادية فيها، حيث تشير الإحصاءات إلى أن 80% من الثروة هناك يمتلكها 17% فقط من السكان، وهو ما ينم عن عدم عدالة فى توزيع الدخل القومى.

أما محمد سعيد خبير أسواق المال، فقال، إن تجربة ماليزيا فى النهضة الاقتصادية غير مناسبة كى تنتهجها مصر فى الوقت الحالى، حيث إن ماليزيا استفادت كثيراً من ارتباطها بالدول المتقدمة المجاورة لها، والتى كان لها بعض الدور فى نهضتها من حيث التسهيلات التى حصلت عليها ماليزيا من تلك الدول فى مقابل بعض التنازلات السياسية، والتى لا يقبل غليان الشارع المصرى حالياً باتباعها.