أكد الصادق المهدى زعيم حزب الأمة القومى بالسودان، أن السودان ومصر مشتركين فى كل شىء، وأضاف فى لقائه بالوفد المصرى: "طالما أن الشعب المصرى استطاع إنجاح ثورته، فسيستطيع الشعب السودانى أيضا القيام بثورته ضد الديكتارتورية الحاكمة حاليا".
وكان الوفد الشعبى المصرى فى السودان برئاسة الدكتور سيد البدوى على موعد فى مساء اليوم الثالث له مع حزبى الأمة القومى والاتحاد، وهما أكبر حزبين سياسيين فى السودان.
اللقاء الأول الذى جمع بين الوفد المصرى وحزب الأمة، كان فى مقر الحزب بمدينة أم درمان، وبدأ بقصائد شعرية من أبناء مدينة أم درمان ألفوها خصيصا للاحتفال بالثورة المصرية، وكتب أحد الشعراء قصيدة بهتاف ميدان التحرير الشهير "الشعب يريد إسقاط النظام"، حركت مشاعر الحاضرين، ورددوا "الشعب يريد إسقاط النظام.. الشعب يريد إسقاط النظام".
الصادق المهدى زعيم حزب الأمة القومى واحد الركائز الأسياسية فى العمل السياسى السودانى، قال إن ثورة 25 يناير استردت لمصر كرامتها ومكانتها، ونالت إعجاب العالم بما فيها من عبقرية الابتكار وحضارية السلوك.
وأكد المهدى، أن الثورة المصرية بمثابة بوليصة التأمين للمعارضة السودانية ضد الديكتاتورية، مضيفا أن جميع شعارات التحول الديمقراطى التى هزت ميدان التحرير بداية من "الشعب يريد إسقاط النظام.. ارحل.. حرية.. تغيير.. عدالة اجتماعية "كانت بردا وسلاما على آذان جميع أهالى السودان.
وأوضح المهدى، أن ثورة شباب 25 يناير كتبت تاريخا جديدا لمصر، ونقلتها من هامش التاريخ، مشيرا إلى أن جوانب الاستبداد فى الدول العربية واحدة وأركانها واحدة، وتتمثل فى الحزب الحاكم الوحيد والأمن الذى لا يراعى المواطن والإعلام الذى يكذب دائما والاقتصاد الخاص بفئة من رجال الأعمال بما يشبه الإقطاع.
ودعا المهدى الشعب المصرى إلى استرداد قوته سريعا والتحرك لنصرة العرب، وأنه لا يمكن أن يظل الشعب المصرى فى موقف المشاهد لما يحدث فى ليبيا.
وأوضح المهدى، أن البرلمانات العربية لا تعبر عن الشعوب العربية، لأنها بحسب وصفه "بصمجية" ولا تمارس سياسية حقيقية إنما "سياسة سياحية"، مقترحا أن تكون الجامعة العربية، اتحاد عربى ويتم تأجيل اختيار الأمين العام له حتى تنتهى حركات التحرر فى الوطن العربى ليكون الأمين العام شبيها بالوطن العربى الجديد.
وأشار المهدى إلى أنه لا تناقض بين التوجه الإسلامى والتوجه الديمقراطى، لأن مبادئ الإسلام هى الحرية والعدالة والشراكة، أما المجموعات التى تدعى الإسلام وتكفر كل شىء فهى الخطر الحقيقى على الثورات.
وقال الدكتور سيد البدوى رئيس حزب الوفد ورئيس الوفد الشعبى المصرى، إن مصر ولدت من جديد بعد ثورة 25 يناير واشتاقت إلى أن تعود مرة أخرى إلى أحضان السودان الشقيق الذى "أبعدنا عنه و لم نبتعد".
وأشاد البدوى بالجيش المصرى، الذى انحاز للشعب منذ انطلاق الثورة ولم يطلق رصاصه واحده على الشعب.
وأضاف البدوى، أن الشعب المصرى تخلص من نظام جثم على صدر مصر والمنطقة، وتسبب فى تراجع دور مصر عربياً وأفريقياً، مؤكدا أن النظام السابق كان يتلقى تعليماته من أمريكا وإسرائيل، وكان يعوق توطيد العلاقة مع السودان وهو ما لن يحدث فى المستقبل نهائيا.
وأكد البدوى، أن أخطر ما يهدد ثورة 25 يناير حاليا هى الفتنة الطائفية، و"نحن نعمل مسلمين وأقباط على وأدها وعدم التطرق إلى تلك الفتنة التى قد تقضى على الثورة تماما".
وبعد اختتام المؤتمر الجماهيرى بحزب الأمة القومى، التقى الوفد الشعبى المصرى برئيس حزب الاتحاد محمد عثمان الميرغنى بمنزله بهيئة الختيمية، وأكد المرغنى فى كلمته التى ألقاها - صلاح سر الختم القيادى بالحزب تمسك حزبه بتحقيق وحدة وادى النيل خاصة أن الشعار التاريخى للحزب الاتحادى كان شعب واحد ونيل واحد مستعرضا فى كلمته كفاح الحزب فى سبيل تحقيق الوحدة مع مصر.
وهنأ الميرغنى الشعب المصرى بثورة 25 يناير المصرية، خاصة أنها جاءت بعد انحسار دور مصر الريادى عربياً وإسلامياً مشيراً إلى أن قضية وحدة وادى النيل خير شاهد على ذلك، وشدد الميرغنى على أن عزيمة الاتحاديين لن تهدأ حتى تتحقق وحدة وادى النيل شماله وجنوبه، مشيراً إلى أنه ينظر نظرة أمل بعد ثورة 25 يناير العظيمة لتستعيد مصر دورها وموقعها الطبيعى فى قيادة الشعوب العربية والإسلامية.
وأضاف المرغنى، أن نجاح المصالحة المصرية والفلسطينية مؤشر قوى على عودة مصر بقوة لاستعادة دورها الإقليمى فى المنطقة العربية والأفريقية والإسلامية.
المهدى للوفد الشعبى: طالما أن المصريين ثاروا فسوف يثور السودانيون
الأحد، 08 مايو 2011 05:41 م