هانى محمد طنطاوى يكتب: فعلتها جيهان السادات ولم يفعلها الآخرون

عندما سئلت، السيدة جيهان السادات، بعد خلع مبارك عن رأيها فى مبارك وسوزان قالت بأخلاق الفرسان ما لم أقله وهم فى الحكم لن أقوله وهم خارج الحكم ومثلها فعل إبراهيم عيسى، الفارس الذى هاجم مبارك فى عنفوان قوته، وابتعد بعد سقوط الرجل ولم يركب موجة الهجوم على مبارك.

نتفق جميعا أو غالبيتنا على فساد حكم مبارك وعن أخطاء عديدة ارتكبها مبارك وأعوانه وهم بصدد المحاكمة على ما ارتكبوه من أخطاء وجرائم بحق الشعب المصرى وعلى القانون أن يتخذ مجراه ولكن أتعجب ممن ركبوا موجة الثورة وأفسحوا العنان لخيالهم المريض لعناوين مثيرة واتهامات أغلبها بدون سند أو دليل وتفاجأ بعناوين من عينة الفضائح الجنسية للرئيس المخلوع إلى آخره من اتهامات من أشخاص كانوا لا يجرؤون أن يدخلوا دورات المياه فى حضور مبارك أو أى شخص من أعوانه.. أنا هنا لست بصدد الدفاع عن مبارك وأتباعه فهم مذنبون بجرائم عديدة يحاكمهم عليها القضاء، ولكنى أتعجب من حال البلد بعد الثورة فكأننا عدنا للوراء فترى نفس الوجوه التى كانت تؤيد وتبارك وتبايع هى نفسها التى ترتدى عباءة الثورة وتخدعك بصورة فى التحرير على سبيل الذكرى، وتتخذ من الهجوم وسيلة لزيادة المبيعات وتكديس المزيد من الجنيهات بالبنوك ويتحدث البعض بثقة عن أخبار وكأنه كان يعيش فى قصر الرئاسة رغم أن أغلى أمانيه قبل الثورة هو المرور من جانب القصر.. اتقوا الله فى مصر واتقوا الله فى أقلامكم وابحثوا عن الأفضل لمصر بدلا من النبش فى الماضى.