نبيل العربى لـ"واشنطن بوست": سنستمر فى بيع الغاز لإسرائيل ولكن بسعر مختلف.. وسنقدم المساعدات الإنسانية لغزة.. وإيران ليست عدواً لنا

السبت، 07 مايو 2011 06:29 م
نبيل العربى لـ"واشنطن بوست": سنستمر فى بيع الغاز لإسرائيل ولكن بسعر مختلف.. وسنقدم المساعدات الإنسانية لغزة.. وإيران ليست عدواً لنا وزير الخارجية نبيل العربى
كتبت رباب فتحى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أجرى لالى وايموث، المحرر البارز بصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية مقابلة مع وزير الخارجية نبيل العربى تحدث خلالها عن الدور الذى لعبته مصر فى التوصل إلى اتفاق المصالحة الفلسطينية، ذلك الاتفاق الذى طال انتظاره، وعن النهج الذى تتبناه الخارجية المصرية مع التعامل مع جيرانها.

وقال العربى عندما سئل كيف تمكن خلال أشهر معدودة من تنفيذ ما فشل فيه أكبر المسئولين المصريين وعلى رأسهم رئيس المخابرات السابق، عمر سليمان الذى عكف طيلة أعوام على التفاوض مع فتح وحماس للتوصل إلى اتفاق حكومة موحدة، إن الأمر بدأ برمته مع الحكومة الجديدة التى أفرزتها الثورة، تلك الحكومة التى أكدت منذ يومها الأول أننا نريد فتح صفحة جديدة مع جميع الدول فى العالم. وبناء على ذلك، اتصلنا بحماس، وأكدنا على أننا نريد أن تتوحد الفصائل الفلسطينية حتى تكون مستعدة للدخول فى مفاوضات مع إسرائيل.

"عندما كانت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلارى كلينتون هنا، قلت لها إننا نريد استئناف ليس عملية السلام، لأنى لا أقبل كلمة "عملية السلام"، فهى عملية وليس سلاما, ما نحتاجه حقا هو تحقيق السلام، لذا كان حتميا تحقيق الوحدة فى المنزل الفلسطينى، لأن هذا يصب فى مصلحة المعسكرين، فضلا عن أنه يصب فى مصلحة إسرائيل نفسها"، هكذا أكد العربى لـ"واشنطن بوست".

وأجاب وزير الخارجية عندما سئل عما إذا كان يعتقد أن هذا الاتفاق سيحول دون التوصل إلى آخر مع إسرائيل بالنفى، مشيرا إلى أن منظمة التحرير الفلسطينية، وليس حماس، هى من سيتفاوض مع إسرائيل. الفصائل قبلت الكثير من الشروط، وسيكونوا حكومة من التكنوقراطيين (أى نخبة مثقفة أكثر علما وتخصصا فى مجال المهام المنوطة بهم). وأضاف قائلا إن سلام فياض ربما يكون رئيس الوزراء، فهناك انتخابات سيتم إجراءها، و"ربما تفقد حماس فى الانتخابات، لا أحد يعلم، وحقيقة الأمر لا أعلم لماذا كانت الحكومة الأمريكية فاترة فى البداية، ثم أصبحت عدائية.

وعلق العربى على وجود حماس على قائمة الإرهاب الأمريكية قائلا إن جورج واشنطن كان على قائمة إرهاب بريطانيا، ونيلسون مانديلا فى جنوب إفريقيا، ومناحيم بيجن واسحق شامير، فبيجن كان من أكبر الإرهابيين وكان مسئولا عن تفجير فندق الملك داوود، أما شامير فكان مسئولا عن اغتيال الكونت برنادوت، وكلاهما عملا من أجل السلام بعد ذلك. ومضى يقول "اسمح لشخص يقاتل من أجل قضية برؤية ضوء النهار فى نهاية نفق مظلم، وأن يدخل إلى نور السلام، فهذا تاريخ العالم".

وسأل وايموث، العربى عن موقف مصر فى سبتمبر المقبل عند لجوء الفلسطينيين للأمم المتحدة لطلب الاعتراف بدولة فلسطينية، خاصة مع سعى فياض لإقامة دولة لفلسطين هذا الخريف، فأجاب قائلا "أننا نؤيد هذا قلبا وقالبا، ونحن نحث جميع أصدقائنا على أن يفعلوا مثلنا، كما نحث الأوروبيين، ونأمل أن يعترفوا جميعهم بدولة فلسطين. ورغم أن حماس لا تقبل إسرائيل، إلا أنهم يقبلون فكرة أن يكون الإسرائيليين جيرانهم، ونرغب فى أن يتم الموافقة على الاعتراف بدولة فلسطين بأغلبية كبرى من الدول الأعضاء.

وعن حدود تلك الدولة، قال العربى إنها نفس الحدود التى تم الاتفاق عليها عام 1967، مع تبادل الأراضى التى تم الاتفاق عليها مع الرئيس الأمريكى الأسبق، بيل كلينتون وفقا لاتفاقيات كامب ديفيد.

وبالتحدث عن الشأن الإيرانى، قال وايموث للعربى "قلت مؤخرا إن مصر تنوى الاستعداد لتطبيع العلاقات مع إيران"، فرد معلقا "لا، لم يحدث أبدا، بل قلت إن مصر قلب صفحة جديدة مع كل دولة فى العالم، ولم أحدد قط إيران، ولكن عندما سئلت إذا كان هذا يشمل إيران، أجبت بالإيجاب. نحن لا نريد أن ننظر ورائنا، بل إلى الأمام. وحتى الآن لم نأخذ قرارا بشأن إيران، فكل دولة فى العالم لديها علاقات معها، باستثناء الولايات المتحدة، ومصر، وإسرائيل.

وعلق العربى على أن اللهجة التى استخدمها حملت بين طياتها ودا أكثر من ذلك لإيران، لاسيما بعدما سمحت مصر بعبور السفن الإيرانية من قناة السويس قائلا إننا لسنا فى حرب معهم، ونحن نفتح صفحة جديدة مع كل دولة فى العالم، ولا يمكننا أن نوقف سفن تمر عبر قناة السويس إلا إذا كنا فى حالة حرب مع الدولة المنتمية إليها. ورغم أنها كانت لديها خلية تتبع حزب الله موجهة ضد مصر قبل عدة أعوام، إلا أن طهران "ليست عدوا، وإذا كنت تريدنى أن أقولها، فإيران ليست عدوا، وليس لدينا أية أعداء، فى أى مكان".

وعن علاقة الخارجية بالولايات المتحدة الأمريكية، سئل العربى عما إذا كانت العلاقات التى كانت قائمة على الرؤية الاستراتيجية المشتركة ستتغير، فقال إن مفهوم الانفتاح وقلب الصفحة لا يؤثر على علاقتنا مع الولايات المتحدة أو أى دولة أخرى، فحتى أقرب الأصدقاء والحلفاء لأمريكا والمتمثلين فى بريطانيا وفرنسا وألمانيا، لديهم علاقات دبلوماسية مع إيران، ولا أرى أين المشكلة تحديدا، فجميع حلفاء أمريكا لديهم علاقات مع إيران. ورغم أن المسئولين الأمريكيين يخشون من الاتجاه التى تتجه نحوه دفة السياسة الخارجية المصرية، "أعتقد أننا سنكون أقرب من أى وقت مضى..وأخبرت وزيرة الخارجية كلينتون، وعدد من النواب الأمريكيين الذين قابلتهم أننى أرغب فى ذلك".

وعن اتفاق السلام مع إسرائيل، قال العربى إن مصر ستلتزم بكل اتفاق صدقت عليه، وهذا هو هدف المعاهدات. وأكد أن مصر لديها علاقات طبيعة مع إسرائيل، ولكن بينهما بعض الخلافات، وهذا ما يحدث عادة بين الجيران، ربما نختلف بشأن معاناة شعب غزة، وسنعمل على تخفيف معاناة الناس فى غزة. وسنعمل على تلبية احتياجات الغزاويين، فهذا مهم جدا لنا، وللأمم المتحدة، وللاتحاد الأوروبى، فهم طالبونا بذلك.

وعن المشكلات المتفاقمة مع بدو سيناء، قال العربى، إنها تحت السيطرة الآن.

وعن السماح للفلسطينيين بالدخول إلى مصر، قال إننا سمحنا لهم بالمجئ إلى هنا، ولكن إذا كان أى منهم غير مرغوب فيه، فلن يسمح له بالدخول، ولكننا سنوفر لغزة الاحتياجات الإنسانية اللازمة.

وأكد العربى، من ناحية أخرى، أن مصر ستلتزم باتفاقها مع إسرائيل لبيع الغاز وستستمر فى بيع الغاز لإسرائيل، ولكن ربما تختلف معها بشأن السعر، ولكن هذا أمر تجارى.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة