محمد حمدى

حرب النفط والغاز

السبت، 07 مايو 2011 01:36 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
على مدار التاريخ الحديث تندلع الحروب من أجل النفط والموارد الطبيعية، لكن هذه الحروب تبدو واضحة المعالم والأهداف وغير خفية على أحد، فحرب تحرير الكويت، التى عرفت باسم عاصفة الصحراء كانت بسبب الرغبة الأمريكية فى الوصول إلى نفط الخليج، ووضعه تحت يد الولايات المتحدة الأمريكية بشكل رسمى.

والحرب الأمريكية على الإرهاب واحتلال أفغانستان كان هدفها غير المعلن هو الاقتراب من نفط بحر قزوين، إلى جانب أهداف أخرى سياسية وعسكرية.

وما يحدث الآن فى ليبيا ليس بعيدا عن نفس الهدف لكن الفاعلين فى الحرب يختلفون هذه المرة، فقطر التى تملك ثانى أكبر احتياطى من الغاز الطبيعى، تنظر بانزعاج شديد إلى ما تحتويه باطن الأرض الليبية من غاز، وكانت قطر قد أنفقت نحو ثلاثة مليارات دولار على إنشاء محطة لتسييل الغاز فى بريطانيا.

وبينما تعتبر الجزائر أكبر مصدر للغاز الطبيعى إلى أوروبا تصدر ليبيا الغاز إلى إيطاليا، وتصدره مصر إلى أسبانيا، لكن الغاز الأكثر احتياطيا من البترول سيكون هو البديل حين ينفذ النفط وعندها سترتفع أسعاره بشكل كبير وتتفوق على الأسعار الحالية للبترول.

وحسب مصادر أمريكية لم تكن الولايات المتحدة راغبة فى التدخل العسكرى فى ليبيا لعدة أسباب منها ان ثمان شركات أمريكية حصلت على عقود التنقيب عن النفط فى ليبيا عقب رفع العقوبات الغربية عنها بينما لم تحظ أوروبا سوى بعقدين فقط.

وهذا يبرر سر الإصرار الفرنسى الإيطالى على العمل العسكرى ضد ليبيا بينما كانت الولايات المتحدة تعارض، وظلت قطر تدفع فى اتجاه التدخل المسلح.. وحسب المصادر الأمريكية أيضا فإن قطر ودولة خليجية أخرى تتحملان تكلفة العمليات العسكرية الغربية فى ليبيا والتى تصل إلى 200 مليون دولار يوميا تمول من فواتير النفط والغاز العربى، للحد من تدفق الغاز والنفط الليبيى.

وبينما تحمل الحرب فى ليبيا شعار حماية المدنيين، والانتصار للمقاومة، يبدو أن النفط والغاز هما المحرك الرئيسى لهذه الحرب، التى يبدو حتى الآن أنها لم تنجز أهدافها، وقد يكون من بين أهدافها الأساسية إقرار التقسيم الحالى فى ليبيا، بين شرق وغرب، وإعادة توزيع عقود التنقيب على النفط، ووقف عمليات استكشاف الغاز، لأن من يمول هذه الحرب يريد المقابل.. ولكل من فرنسا وإيطاليا وقطر أهداف تختلف من بلد لآخر.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة