نعم لقد تغيرت الشعوب العربية وتغيرت طموحاتها تلك الشعوب التى كانت مُستضعفة ومُستسلمة، وما كان لأحد أن يتخيل أن تقوم لها قائمة حتى أن بعض المحللين السياسيين كانوا يقولون هذه الشعوب تستحق ماهى فيه وأكثر وكنا كلما رأينا مظاهرات التأييد بالروح وبالدم كنا نقول حلال عليكم حكامكم وورثاء الحكم فى بلادكم طالما هذا ردكم!!!!!!.... وكان أقصى حلم للعقلاء فى هذه الدول أن يتعطف الحاكم ويغير وزيرًا كتم على قلوب الناس كثيرا أو آخر زكمت رائحة فساده الأنوف والأكثر حلما وتفاؤلا كان ينتظر أن يغير الحاكم الوزارة ولو كان استجاب الحكام العرب لهذه الأحلام المتواضعة والبسيطة لكنا مازلنا نسمع الهتاف الشهير بالروح بالدم نفديك يانظام!!!!! إلا أن الحكام العرب أبوا أن يسمعوا لشعوبهم ولو لمرة واحدة معتبرين ذلك شيئا من السخف وتدخلا سافراً من الشعب فيما لايعنيه، حتى لما بدأت بشارات الثورة فى تونس لم يعبأ الكثيرون وكل واحد راح يقول مصر ليست تونس والقذافى قال ليبيا ليست مصر وصالح غير الصالح بالمرة يقول إن اليمن ليست تونس أو مصر وآخرهم الوريث فى سوريا مازال يرى أن سوريا تختلف عن كل البلدان العربية وأنه سوف يفعل الكثير وكأنه ورث الحكم أمس أو قبل أمس وليس لأكثر من عشر سنوات مضت بعد حكم دام أيضا ثلاثة عقود لوالده وكل هذه السنوات لم تكفهم ليحققوا لشعوبهم أى شىء إلا الكبت السياسى والفساد الإدارى فى كل مكان ومازالوا يطالبون بمزيد من الوقت حتى يحققوا بعض الإصلاحات التى من وجهة نظرهم قمة الإنجاز، ولكنها لا تكفى لشعوبهم بل الأهم أن الشعوب لم تعد تثق فى أحد أو تصدقه وإن ذلك هو الحقيقة المؤكدة فلماذا يصر هؤلاء الحكام على عدم الرحيل؟؟؟؟ والمتابع لكل الثورات قى المنطقه لاحظ أن الطلبات الشعبية كانت بسيطة(شوية حرية وشوية كرامة إنسانية) لكن الحكام لم يروها كذلك بل رأوها جحوداً من هذه الشعوب وتخطى لكل الأعراف الدولية وكانت ردودهم غاية فى الغرابة فواحد يقول إننى سأعيش وأموت على أرض هذا الوطن والثانى أعتبر من يطلب منه الرحيل لايستحق الحياة!!!! إذًا أيها الحكام أنتم الذين طورتم هجوم الشعوب ضدكم كما تعلمنا من استراتيجيات الحروب طالما أنكم أبيتم أن ترحلوا فى هدوء، فالحساب هو مصيركم فلقد استنفرتم شعوبكم وأخرجتم لهم ألسنتكم، فمبارك فى مصر لم يكتف بمنتجع شرم الشيخ بعد الخلع، بل قال إنه سيلاحق كل من تطاول عليه أو أى من أسرته فى تحد لشعب مازال يلملم أحزانه ويجفف دموع الأمهات الثكلى ويبحث عن شباب قتلوا برصاص غادر ولم يعرف أحد حتى اليوم أين هم..... وهؤلاء هم التوانسة يطالبون بتسليم بن على ومحاكمته والتى أعتقد أنها خطوة قادمة لا محالة فيا من تبقيتم من فلول الحكام العرب لملموا بقاياكم وارحلوا إن استطعتم!!!! فلن تترككم الشعوب دون محاسبة وتذكروا أنكم الذين رفضتم كل العروض التى ُقدمت لكم على مدى سنوات!!! واليوم لم يعد الخروج يكفى بل الحساب هو المصير الختمى وآه من حساب الشعوب!!!
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
المهندس بدر دحروج
lمقالك جد رائع يادكتور بركه