من حزن إلى حزن، ومن صباح إلى ليل أسود لا تنتهى أحزانه.. هذا هو حال قرية بنى حدير فى بنى سويف التى فقدت 18 من أبنائها فى مياه النيل إثر سقوط مينى باص كان يقلهم صباح يوم الجمعة الماضى فى طريقهم إلى المقابر للترحم على فقيد لهم مات حديثا..
المينى باص البسيط والمتواضع كان يحمل على متنه 35 راكبا جميعهم من عائلة واحدة تقريبا ركبت معدية قرية أشمنت، وحين وصلت إلى الجهة الأخرى من النهر اصطدمت المعدية بحافة النهر، فارتد المينى باص إلى الخلف وسقط بركابه فى النيل.. بالطبع هرع الأهالى لنجدة الغرقى فخرج من خرج حيا ومات من مات وخرج صريعا.. انتقلت قوات الشرطة والإنقاذ إلى موقع الحادث، لكن الكارثة كانت قد حلت ولا تجدى معها جهود أخرى.. الإهمال هنا سيد الموقف لا شرطة تراجع مواصفات المعديات ولا الأهالى يعرفون شيئا عن المعدية الصالحة من الطالحة، «اليوم السابع» انتقلت إلى القرية والتقت الناجين وكانت هذه حكاياتهم عن رحلة الموت وظروفها وملابساتها:
سعيد أحمد عبد المولى، من الناجين، يقول: إن عائلة حسين كانت أحضرت أتوبيسا لزيارة قبر ابنهم عادل فى ذكرى الأربعين لوفاته، وأردنا مشاركتهم أحزانهم، ووصل عددنا إلى 35 معظمهم من السيدات، واتجهنا بالأتوبيس إلى معدية قرية أشمنت، وعندما وصلت المعدية إلى الجانب الشرقى ارتطمت بالشاطئ، مما أدى إلى عودة الأتوبيس إلى الخلف وسقوطه فى مياه النيل، لعدم وجود أبواب جانبية للمعدية، واستطعت أنا و5 آخرون هم محمود أحمد عبد المولى، وخالد عبد العال، ومصطفى قرنى طه، وحسين أحمد حسين، وعبد التواب أحمد حسين، الخروج من الفتحة العليا للأتوبيس (الهوّاية)، وبدأنا نمد أيدينا من الفتحة العليا الضيقة لمن داخل الأتوبيس الذى غمرته المياه تماما، وتمكنا من إنقاذ حوالى 12، كما ساعدنا مجموعة من الصيادين فى إخراج الجثث قبل وصول رجال الإنقاذ النهرى الذين تمكنوا من إخراج بعض الجثث من داخل الأتوبيس.
وأضاف رفعت أحمد حسين، مدرس، (37 سنة): »تجمعت أسرتى وجيرانى لإحياء ذكرى الأربعين لأخى عادل الذى توفى منذ 40 يوما.
وتابع: » فقدت 7 من عائلتى.
وقال: «زوجتى وأولادى الثلاثة الصغار كانوا فى الحادث، ولكنهم نجوا من الموت بأعجوبة، كما نجت زوجة أخى لاعب الكرة المتوفى، وفاء أحمد عبدالمولى، من الموت»، مؤكداً ضرورة محاكمة المسؤولين على وجود عبارة وحيدة تخدم 6 قرى فى بنى سويف، متسائلا: «لماذا سيرت الوحدة المحلية هذه العبارة التى ليس بها أى وسائل أمان؟!».
أحمد عبد الستار قال: «استيقظت وزوجتى لصلاة الفجر، وكانت زوجتى عائدة من القاهرة بعد أدائها واجب عزاء فى نجل شقيقها، وتعانى ارتفاع الضغط، وطلبت منى الذهاب إلى المقابر مع جيرانها، وبعد صلاة الفجر خرجت لإحضار الإفطار لأبنائى الأربعة.
وتابع: «أثناء تناول الإفطار سمعت أصواتا عالية فى الشارع تقول إن الأتوبيس غرق فى النيل، فخرجت من المنزل، وأوقفت أحد أصدقائى بدراجته البخارية، وتوجهت إلى معدية أشمنت، وفوجئت بالأتوبيس غارقا، ولم أتمالك نفسى إلا عندما أخذنى صديقى لأشاهد جثة زوجتى على مرسى النيل من الناحية الشرقية، وبجانبها جثة حماتى وابنتها وعمة زوجتى وابنتها الصغرى».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة