فاطمة عبد الله تكتب:يوم أن بكت صديقتاى

الجمعة، 06 مايو 2011 08:11 م
فاطمة عبد الله  تكتب:يوم أن بكت صديقتاى صورة المسجد الاقصى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ولولا أن أنطقه الله بالحق ما كانوا صدقوها، اتهموها... تألمت... بكت من داخلها، تألم قلبها ... شعرت بالمرارة فى نفسها... إنها... اتُهمت بالخطيئة.

ظنوا أنهم الرب فى الأعالى، فحكموا عليها... نسوا أنهم بشر وقد يخطئون الحكم و"من كان منكم بلا خطيئة فليرجمها بحجر."


بكت من قلبها... جُرحت... ظُلمت ... اتُهمت... قاست... عانت... نُبذت... انزوت... اتخذت مكانا قصيا ..

دعت.. ابتهلت.. صبرت.. ذرفت الدمع ..

نُجدت... نُصرت... بُرئت من الله ... حُميت... رُدت لها الكرامة و الإباء... عاشت بالعزة والكبرياء ..

أم المسيح السيدة مريم سيدة نساء العالمين

فى نفس اليوم، حينما جاءت أهلها تبكى وتنفى ما أشاعوا... صدقوا... أقسمت... بكت من قلبها وتألم فؤادها... مَرضت... ظُلمت... شعرت بالمرارة... لقد اتهموها بالخطئية ..

ظنوا أن لهم المُلك فحكموا عليها ..

نسوا أنهم بشر وقد يخطئون الحكم... و"أن كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون".

بكت من قلبها... جُرحت... ظُلمت... غُدر بها...اتُهمت... قاست... عانت... نُبذت ... انزوت..

دعت.. ابتهلت.. صبرت.. ذرفت الدمع ..

نُجدت... نُصرت ... بُرئت من الله... حُميت... رُدت لها الكرامة و الإباء... عاشت بالعزة والكبرياء.

أم المؤمنين السيدة عائشة زوج رسول الله

إنهن نساء فى كتب السماء ..

فى نفس اليوم الذى خرجت فيه صديقتى عائشة إلى مظاهرة تأييد أطفال القدس هاتفتنى مساء وهى ثائرة منفعلة ومنهارة... وقالت لى: إننى أشعر بالقهر والحسرة والظلم ..

فى نفس ذاك اليوم جاءت صديقتى مريم من نفس المظاهرة وهى متأثرة واجمة عابسة... وقالت لى: إننى أشعر بالقهر وخيبة الأمل والظلم.

فى نفس اليوم الذى انخرطت فيه عائشة فى البكاء، فقلت لها صلى على النبى... ذرفت مريم الدموع فهدهدتها قائلة مَّجِدِى المسيح.

فى نفس اليوم الذى كتبت فيه صديقتى عائشة على صفحتها "إن الله يدافع عن الذين آمنوا"... كتبت فيه مريم "إن الرب يدافع عنكم و أنت صامتون"

فى نفس اليوم الذى بكت فيه مريم... ظُلمت، اُتهمت عائشة وبكت.

فى نفس اليوم الذى استنجد فيه جعفر بـ نجاشى الحبشة قائلا: فلما قهرونا وظلمونا وشقوا علينا، وحالوا بيننا وبين ديننا، خرجنا إلى بلدك، واخترناك على من سواك، ورغبنا فى جوارك، ورجونا ألاَّ نظلم عندك أيها الملك ..

فقال النجاشى: اذهبوا فأنتم آمنون بأرضى ..

فى نفس اليوم الذى قال فيه عمرو بن العاص لنجاشى الحبشة: إنهم يشتمون عيسى وأمه ..

فقال النجاشى: ما تقولون فى عيسى وأمه؟ فقالوا قول الله فى سورة النساء :

"إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه ......"

قال جعفر من سورة مريم :

"وَاذْكُرْ فِى الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا * فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا * قَالَتْ إِنِّى أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا * قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلاَمًا زَكِيًّا * قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِى غُلاَمٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِى بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا * قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَى هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آَيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا * فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا ..

فقال النجاشى: والله ما زاد المسيح على ما تقولون نقيرا، إن هذا والذى جاء به عيسى ليخرج من مشكاة واحدة ..

وفى نفس يوم تحرير القدس جاءت المرأة الصيلبيبة إلى صلاح الدين وهى تبكى بحرقة ومرارة... قالت :

أخذ جندك صغيرى، فترجل عن جواده ووقف أمامها مخاطبا جنوده: هناك من خالف أمر الله، لن أبرح مكانى حتى تعيدوه إليها وظل واقفا حتى أحضروه فداعبه وأعطاه لأمه وهو يبكى ..

فى نفس اليوم الذى شكت المرأة القبطية عمرو بن العاص إلى الخليفة العادل عمر بن الخطاب فخاطب بن الخطاب عمرو قائلا: ما كسرى بأعدل منا يا عمرو ..

فى نفس اليوم الذى شكا فيه المصرى للخليفة عمر تعدى محمد بن عمرو عليه، استقدم عمر عمروا وابنه محمد وطلب من المصرى أن يقتص لنفسه من محمد بن عمرو ابن الأكرمين، ثم التفت إلى عمرو وقال له: "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا "..

فى نفس اليوم الذى قُتل فيه مصلو الحرم الإبراهيمى فى الخليل ... قُتل مصلو كنيسة القيامة وفى نفس يوم حصار المسجد الأقصى حاصروا كنيسة المهد فى القدس ..

فى نفس اليوم الذى أشار دقلديانوس لجنوده بتنفيذ الحكم، أطلقوا الجياد الجائعة فى الاتجاهات الأصلية الأربع بعد أن ثبتوا كل طرف من أطراف المسيحى فى جواد منهم وأطلقوا كلا منها فى اتجاه..

فى نفس اليوم دفنت قريش المسلم حياً فى الرمال ووضعت على صدره حجرا ودهست رأسه بالنعال..

فى نفس اليوم الذى اندلعت فيه خبيئة الإسكندرية والعمرانية والزاوية والصف ونجع حمادى وفرشوط والمنيا وقنا... جاءتنى عائشة تبكى وتقول: إننى أشعر بالحزن والمرارة و اعتصار القلب ..

وفى نفس يوم الاشتعال جائتنى مريم وهى تبكى وقالت: أشعر بالحزن والمرارة.

فى نفس اليوم الذى بكت فيه مريم بكت عائشة ..

هو ذاك اليوم ..

يوم أن بكت صديقتاى.





مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

عماد سلامه

الأدباء الرائعون

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة