بدأ التأبين بكلمة صلاح عبد المقصود، نقيب الصحفيين بالإنابة، واصفا القاضى بأنه نموذج للصحفى المهنى والأخلاقى الذى افتقدته مختلف الصحف التى عمل بها، ولس النقابة وحدها.
وأكد محمد عبد القدوس، رئيس لجنة الحريات بالنقابة، أن سيرة القاضى العطرة تترك درسا للأجيال اللاحقة للاقتداء به فى عصر قضى النظام الاستبدادى فى البلد على الأخلاق، موضحا أن الراحل مر بالعديد من الفترات الصعبة فى حياته لأنه لم يكن يبحث عن شهرة وكان متمسكا بمبادئه، دفعه إلى السفر إلى الخارج مشرفا لمصر وأخذ بكل سبل التطوير وأساليب التكنولوجيا.
وأنهى عبد القدوس كلمته قائلا: "يجب أن نعلم أن عادل القاضى لم يمت لكنه انتقل إلى حياة أخرى، وترك لنا أخلاقا ستظل فى ذاكرتنا أبد الدهر".
من جانب آخر، تقدم مجدى الجلاد، رئيس تحرير المصرى اليوم، بطلب إلى نقابة الصحفيين لتخصيص جائزة سنوية باسم القاضى "للضمير المهنى" قدرها 5 آلاف جنيه تكريما لاسم الراحل، على أن يكون الاختيار بناء على الصحفى من يسجل موقفا مشرفا متفقا مع مبادئ المهنة.
وقال الجلاد: "عشت مع القاضى 20 عاماً، كان خلالها من أكثر الناس الذين حفروا فى شخصيتى علامات فارقة، فكان دائما مأزوما، لأنه ظل يبحث عن حياة مثالية يعلو فيها الخلق عن أى شىء، لذلك عاش حياة مرهقة متعبة لم يستطع فيها التوافق مع الظروف الحياتية الفاسدة، واعتقد أنه حتى فارق الحياة لم يجد المكان الذى ينعم فيه بالراحة".
وشدد عادل صبرى، رئيس تحرير جريدة الوفد، أن القاضى كان يتمتع بسماحة غير طبيعية تجعله يتغاضى عمن أساء إليه ويقابله بابتسامة، وقال: "كنت أستغرب من سلوكه، ولما أسأله كان يجيب دعهم يقولون ما يريدون، لأن الله فى النهاية يفعل ما يريد ولا أحد سيأخذ أكثر من نصيبه".
تخلل الحفل عرض فيلم وثائقى عن القاضى جسد حياته منذ تخرجه فى كلية الإعلام عام 1985 ومرورا بالجرائد التي عمل بها حتى استقر فى بوابة الوفد الإلكترونية، مما أثر على جميع الحضور بالقاعة وأجهش بعضهم فى البكاء، وكان المشهد الأكثر تأثيرا هو عدم توقف زوجة الراحل عن البكاء منذ بداية التأبين وحتى انتهائه.





