من أطاع عروسته فقد أضاع نفسه، هكذا يقول المثل الشرقى وينطبق تماماً على هذه الحكاية.
ففى يوم سعيد قررت الذهاب إلى المأذون وقبل أن تبارك لى فأنا لم أذهب إليه للزواج وقبل أن تعتقد أننى ذاهب للطلاق سأخبرك بأننى لم أذهب لا لزواجى ولا لطلاقى.
حاضر يا سيدى سوف تعرف كل ما تريد، ذهبت للمأذون لأتفق معه بخصوص زواج صديق عزيز علىّ وقد طلب منى أن أحضر له مأذونا كى يدخله عش الزوجية.
ولأننى أعرف الشيخ خميس جيدا فقررت أن يكون مولانا هو صاحب القرار التاريخى بدخول صديقى فى قفص الأزواج.
و بعد الترحاب والسلامات وإحضار الشاى والذى منه قررت أن أفاتح الشيخ خميس بخصوص موضوع صديقنا العزيز.
و فجأة سمعنا أصواتا عالية وهوجة ودوشة ولا إزعاج الفوفوزيلا فى كأس العالم ورأينا سيارات وناس أمم تقترب من مكتب الشيخ خميس المأذون.
دخل مجموعة من الرجال والشيخ خميس يشبّه عليهم وقال لواحد منهم: أنت العريس إياه؟ أنا لسه مجوزك وكاتب كتابك من ساعتين خير!، فرد العريس وهطلق دلوقتى يا مولانا.
بلع الشيخ خميس ريقه واستفسر عن سبب الطلاق السريع وحكى له العريس، أنه بعد كتب الكتاب قرر أن يأخذ عروسته فى جولة سيارة الفرح لالتقاط صور على كوبرى الجامعة واللف بالعربيات قبل الذهاب لصالة الفرح.
يسكت العريس ويعدل البابيونة ثم يكمل، وكنت عايز أركب بقى العربية كأنى ملك والعربيات بقى من حوالينا تقعد تزمر .. بيب .. بيب.. بيب.
يسكت العريس ويلتقط أنفاسه ثم يتبدل وجهه فى غاية الحزن قائلا، لقيت العروسة راسها وألف سيف إنى لازم أسوق العربية وأقول لها ما بعرفش أسوق تروح ترد عليا بصوت مسرسرع وتقول ماليش دعوة عايزة أعمل زى شادية عايزة أعمل زى شادية.
وأنا أقول فى عقل بالى مين شادية اللى عايزة تقلدها دى؟! قلت يمكن صاحبتها وفى جوازتها خلت عريسها يسوق العربية، ويمكن ده شغل حريم وعايزة تفرسها وتقلدها.. سكت العريس وسأله الشيخ خميس وعملت إيه؟
و رد العريس برفضه التام لمطلب العروسة وأكمل حكايته التى اتضح منها يا حضرات السادة الكرام، إن شادية تبقى المطربة الكبيرة شادية..أه والله هى.. والعروسة قال إيه؟ عايزة العريس يسوق العربية وهى تغنى له .. سوق على مهلك سوق.
وكان رد الشيخ خميس على حكاية العريس إن العروسة "حنينة" وطبعا مولانا يريد تلطيف الجو منعا للطلاق حتى لا يقال عنه: إن وشه نحس ع الجوازة.
و يكمل العريس أنه فى النهاية قرر الموافقة على مطلب العروسة وكان الذى يقود بهما سيارة الفرح قد أخبره بشكل سريع على كيفية تسيير السيارة لكن وأه من كلمة لكن، فقد قال العريس أول ما إيدى بقت ع الدريكسيون رحت دايس بنزين وحسيت العربية بتطير بينا وبعد ما كانت الهانم عمالة تغنى سوق على مهلك سوق بقت تقول لى حاسب هنموت حاسب..حاسب..حاسب..ورحنا لابسين فى شجرة.
يلطف الشيخ خميس من الحادثة قائلا: الحمدلله إنها جت على قد كده ورد العريس المأسوف على شبابه ما هو قبل ما نخبط فى الشجرة يا مولانا كنت خبط بتاع سبع تسع عربيات وشوف هتكلف فلوس قد إيه عشان أصلح اللى عملته بسبب شورتها المهببة.
كل ده والمكتب مليان دوشة وكلمة من هنا وكلمة من هناك عفا الله بينكم يا جماعة حصل خير وخدت الشر و راحت وغيرها من الكلمات لكن العريس حلف طلاق تلاتة ما العروسة تستنى ثانية واحدة على ذمته.
وكما كتب مولانا عقد الزواج أصدر فرمانا بالطلاق وهدأ المكتب بخروج أهل العروسين وسألنى الشيخ خميس شوفت جوازات آخر زمن؟!
و طبعا كنت غير قادر على مسك نفسى من الضحك بسبب منظر العريس والعروسة وفروع الشجرة على البدلة والفستان يعنى بالبلدى.. متبهدلين ومتخرشمين.. لكن مسكت نفسى وقلت له عشنا وشوفنا.
و راح الشيخ خميس سألنى.. خير كنت جاى ليه؟
قلت له.. خير إن شاء الله..كنت عايزك فى جوازة لواحد صاحبى..لكن قبل الاتفاق..هروح أسأله بيعرف يسوق و لا لأ؟!
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة