محمد حمدى

مصر.. والضربة القادمة للقاعدة

الأربعاء، 04 مايو 2011 12:21 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عقب اغتيال قائد تنظيم القاعدة أسامة بن لادن،
وربما حين تأهب الأمريكيون لتنفيذ هذه العملية
فى باكستان، طرأ على تفكيرهم، وربما تناقشوا
فى ذلك داخل اجتماع لمجلس الأمن القومى
الأمريكى، عن رد القاعدة على هذا الاغتيال،
وكيف يمكن التعامل معه؟

فى مثل هذه الأحوال تبدأ الولايات المتحدة وأوربا خططا أمنية موضوعة سلفا، تقضى بتشديد الإجراءات فى الموانى والمطارات، وزيادة درجة الاشتباه واعتراض المكالمات الهاتفية فى معظم أنحاء العالم، وتتبع شبكة الإنترنت، عبر عدد غير محدود من الكلمات، كلما كتبها أحد يجرى التدقيق فى شأنه.

كما تطبق فى الوقت ذاته إجراءات أمنية مشددة على السفارات الغربية فى دول العالم، ويطلب من الرعايا الغربيين فى تلك البلدان الحد من حركتهم، ومراجعة السفارات والقنصليات بشكل دائم، وتجرى اتصالات بين الغرب والأجهزة الأمنية فى مختلف دول العالم لرفع درجة التأهب الأمنى الداخلى، وخاصة حول المشآت الغربية.

فى المقابل تسعى جماعة مثل القاعدة للقيام بعملية من النوع الضخم، تحدث دويا عاليا،
يكون الهدف، منها ليس فقط الانتقام من مقتل زعيم التنظيم، وإنما أيضا والأهم إرسال رسالة لكل من يهمه الأمر أن التنظيم لم يـاثر باغتيال قائده، وأنه لا يزال على قوته وقادر
على القيام بعمليات مؤثرة.

بعض المتابعين لشئون الإرهاب فى أوروبا وأمريكا يعتقدون أن القاعدة لن ترد سريعا لأنها تتحسب للإجراءات الأمنية المشددة المفروضة فى كل أنحاء العالم، وبالتالى فإن التنظيم سيدخل فترة كمون قد تمتد لعام أو أكثر قبل ان يقوم بعملية كبيرة ومفاجئة، كما حدث فى تفجير سفارتى الولايات المتحدة فى كينيا وتنزانيا، أو كما حدث فى الهجوم على برجى التجارة فى نيويورك ومبنى وزارة الدفاع الأمريكية فى واشنطن ومترو لندن وقطارات مدريد.

لكن الرهان لا يكون على هذا الاحتمال فقط، فثمة خيارات أخرى، أهمها أن صمت القاعدة حتى الآن، قد يعنى الترتيب لعملية جديدة وسريعة، وقد تكون مؤثرة.

وفى هذا السياق قد يبدو أمام القاعدة إمكانية الطلب من إحدى خلاياها النائمة فى الغرب القيام بعملية مؤثرة أو كبيرة، أو استهداف مصالح أمريكية فى عدد من المناطق الحيوية التى تنشط فيها القاعدة، وهى حسب أهمية تنظيمات القاعدة المحلية تكمن فى اليمن والجزائر والسعودية وباكستان وأفغانستان، والعراق، والصومال، وما يجاورها من بلدان القرن الأفريقى.

لكن هذا لا يعنى أن هناك بعض البلدان العربية غير المستقرة أمنية والتى يمكن اختراقها بسهولة هذه الأيام خاصة تونس ومصر، حيث لم تلملم الأجهزة الأمنية نفسها بعد، كما أن مناطق اختراق مصر من سيناء أو السودان عبر الدروب الصحرواية ممكنة إذا أخذنا فى الاعتبار أن غزة تنشط بها تنظيمات سلفية جهادية تعتنق فكر القاعدة، ولم تتم السيطرة الكاملة على الأنفاق الحدودية، وهو ما اتضح من الهجوم على بعض السجون المصرية وإطلاق عناصر مسجونة من حماس والجهاد الفلسطنيتين وحزب الله اللبنانى وتهريبهما إلى خارج مصر.

صحيح أن مصر تاريخيا لم تكن ضمن دوائر عمل تنظيم القاعدة، لكن ربما يفكر قادة التنظيم بنفس الطريقة التى نفكر بها الآن، ويحاولون البحث عن نقاط ضعف لاختراقها، ومن ثم تنفيذ عمليات إرهابية كبيرة لاستهداف المصالح الغربية فى مصر، ما يعنى أنه على السلطات الأمنية والمجلس الأعلى للقوات المسلحة الحاكم، وضع هذا فى الاعتبار واتخاذ ما يلزم من إجراءات أمنية واستخبارتية لإغلاق أية ثغرة قد تتسلل منها القاعدة إلى مصر.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة