بهدوء وبدون انفعال يبدأ الكلام، بعد العواصف يهدأ الجو ويحلو الحوار، وبعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر على ثورة 25 يناير يمكن أن نتحدث بدون عصبية أو مبالغة، لأن سؤال مثل لماذا قامت ثورة يناير؟ لم يكن يمر بسلام وقتها، لولا أن يكون السائل مقيم فى ميدان التحرير؛ إذنْ لماذا قامت الثورة؟ هل للتخلص من الحاكم أم للتخلص من رموز الفساد أم للتخلص من النظام بأكمله وكيف نقيم الثورة ومدى نجاحها؟
إذا سُمح لى بالإجابة، فالثورة نجحت فى إسقاط الحاكم والتخلص من الرموز القديمة لكنها لم تنجح فى إسقاط النظام.
بدون انفعال مرة ثانية.
ألم نثور على الفساد وعلى الرشوة والمحسوبية وغيرها من أشكال الفساد، وتظاهرنا بمليونات عديدة على فولان وعلان، فلماذا إذنْ لازلنا نستشعر روائح الماضى تحوم حولنا؟ لماذا لازال هناك تسطيح وضباب فى الرؤية المستقبلية ولماذا لا زلنا نكابر ولا نحب أن نواجة مشاكلنا بأنفسنا.
أعتقد أن الكلام ده يزعل طيب هديلك دليل
ما رأيك فى المقولة (إننا نحتاج المزيد من الوقت لاستيعاب معنى الديموقراطية)
هذه المقولة أثناء الثورة كانت كفيلة لخروج مظاهرة مليونية على قائلها الآن وللمرة الثالثة، بدون انفعال أعيدها عليكم (إننا نحتاج المزيد من الوقت لاستيعاب معنى الديمقراطية)
أتدرون لماذا؟؛ منذ فترة حدثنى دكتور علم نفس بجامعة عين شمس وقال: أتعلم لماذا يغرق المصريون فى الأمراض النفسية قلت له مندهشاً: هو إحنا مرضى أساساً يا أستاذى، فسترخى وقال: لأنهم مثلك الآن لا يعترفون بالمرض فيصعب العلاج.
وها نحن الآن نضع رؤوسنا فى الرمال خشية مواجهة المصيبة، مصيبة أننا لا زلنا نحبوا فى طريق الديمقراطية على الرغم، أن هذا ليس عيباً، لكن كيف فشعب عريق مثلنا يأبى أن ينعت بهذه السبة، لكن خير دليل على هذا الكلام هو نتيجة استفتاء التعديلات الدستورية السابق، وللتوضيح ليس لأن النتيجة ظهرت بنعم، ولكن السبب هو أن حيثيات نسبة الـ 77.2% لصالح "نعم" لم تكن لقناعة أو فقط رغبة فى الاستقرار وإنما كانت أيضاً لخلفيات أهمها دينية وطائفية واجتماعية وقليل منها كانت سياسية.
مرة رابعة بدون انفعال ...
لقد قمنا بالثورة للوصول لهذا الشكل الحالم من الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، مما يعنى أننا لم نمارس أى شكل من أشكال الديمقراطية وإن حدث ذلك فقد كان بقدر ضئيل، فكل معرفتنا بها كانت بالسمع فقط، وهذا أيضاً ليس عيباً، فلنعلم أن الطريق طويل.
أتعلمون متى نصبح أهلا للديمقراطية، حينما تقبل بصدق من أمامك دون انزعاج ويحق لك الاختيار من متعدد مش كده وكده، وتستمع لرأى خصمك دون تأفف أو مقاطعة ويا سلام بقى لو تقبل هذا الرأى، أيضاً عندما نكتب التاريخ كما يجب أن يُكتب، ليس كما يحب أهل السلطة وأصحاب اليد العليا فى هذا الزمان.
أنا أحبو فى طريق الديمقراطية وأقبل رأيك دون انفعال.
الاستفتاء على التعديلات الدستورية - صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة