أشـــــرف العشمـاوى يكتب: أول ضربة برية!

الأربعاء، 04 مايو 2011 08:22 م
أشـــــرف العشمـاوى يكتب: أول ضربة برية! المستشار أشـــــرف العشمـاوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى الرابع من إبريل عام 1976 نشرت جريدة الأخبار القومية خبرًا بعنوان حسنى مبارك يرأس لجنة لكتابة التاريخ، وتضمن الخبر أن اللجنة العامة لكتابة تاريخ ثورة 23 يوليو سوف تعقد اجتماعها الخامس اليوم برئاسة حسنى مبارك نائب رئيس الجمهورية، ويستعرض الاجتماع تقارير اللجان الفرعية وطريقة دعوة بعض الأشخاص العامة للاستماع إليها عن أحداث مصر السياسية منذ ثورة 1919 حتى الآن.

واليوم، ومن مفارقات القدر أو سخريته سمها كما شئت، ستنعقد لجنة مماثلة وستُعقد جلسات استماع لشخصيات عامة وتستعرض تقارير لجان، ولكنها ليست فرعية تلك المرة، وإنما تقصى حقائق فضلا عن شهادات صحفيين وإعلاميين وسياسيين تعرضوا للقمع والظلم سنوات طويلة، لتكتب تاريخ نظام الرئيس السابق حسنى مبارك نفسه والذى كان سيكتب تاريخًا لمصر منذ ثورة 1919 وهو المعروف عنه كرهه للقراءة والاستماع إلى التقارير !! فشاء القدر أن تكتب ثورة 25 يناير نهايته وبداية تاريخ جديد حقيقى لمصر لأول مرة فى تاريخها الحديث!

عندما قرأت الخبر قفز إلى ذهنى تساؤلان: من أين نبدأ إعادة كتابة التاريخ؟ هل من بداية سنوات حكم مبارك فقط أم نعود حتى عصر محمد على؟! ومن هم أعضاء اللجنة التى ستكتبه؟

لما جاءت ثورة يوليو، شوهت تاريخ الأسرة العلوية، ونال الملك فاروق نصيب الأسد بالقطع ويكفى إنه بعد ثلاثة أيام فقط من قيام انقلاب يوليو العسكرى حتى بدأ مصطفى أمين يكتب سلسلة مقالات ليالى فاروق والآن ما أشبه الليلة بالبارحة ..! وفى أيام السادات عرفنا بعض مساوئ العصر الناصرى ولكن على استحياء وبعيدًا عن كتب التاريخ حيث بدأت مقالات عن التعذيب والقهر فى السجون، تظهر إلى النور بدعم وتشجيع من النظام الحاكم وقتها واكتفينا بهذا القدر.

وفى عصر مبارك زادت مساحة الحرية ولكن على حساب استثمار الرصيد لصالح مبارك نفسه فطمس إنجازات السادات، وبات الأمر أشبه بإعادة التدوير ..! وفى عهده كان الجميع قابل للنقد عدا ثلاثة ... الأب والابن والسيدة الأولى!

لجنة صياغة تاريخ ثورة 25 يناير المزمع تشكيلها لمراجعة كتب التاريخ بالمدارس، يجب ألا تكون من الحكوميين فقط ويتعين ألا يقف دورها عند عام 1981 وكفى ما عاناه جيلى عندما لم نعرف من هو أول رئيس لجمهورية مصر العربية إلا عندما أنهينا الدراسة ! فالتاريخ ملك الشعوب لا ملك الحكومات، ونحن نريد أن يعرف أطفالنا الحقيقة بصورة رسمية لا بطريقة سرية مثلما كنا.

من وجهة نظرى أن التاريخ لم يكتب بصورة كاملة حتى الآن فمنذ عصر محمد على حتى الملك فاروق كان دائمًا إلا قليلاً ومنذ انقلاب يوليو حتى التنحى الإجبارى لمبارك تحور إلى إلا كثيرًا ..!

فلا تستخفوا بعقولنا فالتاريخ يجب أن نعلمه لأطفالنا بصدق دون تزييف أو خداع فهو عدسة تلتقط لا ريشة تلون وتجمل لحساب حاكم أو قوى سياسية !

نريد من اللجنة بيان دور الدكتور محمد البرادعى وجمعية التغيير فى تحريك الماء الراكد ودور الأستاذ إبراهيم عيسى الذى ساهم بكتاباته وبرامجه التلفزيونية القوية فى ثورة شعب من خلال إيقاظ الأسد الكامن بداخل كل منا إلى أن خرج وثار .. وإذا لم نفعل ستفاجأ يومًا ما عام 2020 بطفلك وقد عاد من المدرسة ليخبرك أن السيد / محمد أحمد محمود رئيس الجمهورية هو قائد ثورة 25 يناير باعتباره أول من وصل إلى ميدان التحرير وقاد الضربة البرية الأولى فى موقعة الجمل !

إذا ما كان السابقون قد زيفوا التاريخ فى الضربة الجوية حتى بات صاحبها هو بطل الحرب والسلام ثم بطل التحرير والتعمير والتطوير.. إلخ.. فرفقاً بأولادنا ولا تأخذكم الحماسة أثناء كتابتكم تاريخ مصر الجديد..! والله من وراء القصد.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة