أرسل الصحفى الإيرانى السجين أحمد زيد آبادى خطاباً من سجنه لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم "اليونسكو"، أمس، ليتم قراءته خلال الاحتفالية التى نظمتها المؤسسة فى واشنطن لتسليمه جائزة اليونسكو "غيرمو كانو"، العالمية لحرية الصحافة 2011، والتى ذهبت له هذا العام خصيصا من وسط عشرات الصحفيين المرشحين.
وقال آبادى فى رسالته: "أود أولاً أن أشكر المديرة العامة لليونسكو، وكذلك أعضاء لجنة التحكيم المعنية بالجائزة على الجهود التى بذلوها وعلى الشرف الذى أكرمونى به بمنحى جائزة اليونسكو "غيرمو كانو" العالمية لحرية الصحافة، وإننى لأشعر بالحزن والأسف لعدم تمكنى من كتابة رسالة جديرة بهذه المناسبة وبحضوركم الكريم، وكما تعلمون، لقد أصدرت المحكمة الثورية بحقى حكماً بالسجن لمدة ست سنوات، تليها خمس سنوات من النفى، وحُظر على الاضطلاع بأى نشاط سياسى أو اجتماعى أو صحفى ومُنعت من الكتابة والكلام مدى الحياة، لذا فإن أى رسالة أكتبها ستزيد من معاناتى ومعاناة أسرتى".
وأضاف فى الرسالة: "لكن على الرغم من هذه القيود، أود أن أؤكد لكم أننى أديت مهنتى مسلحاً فقط بقلمى وكلماتى، وأننى لم أتخطَ يوماً فى مزاولتى مهامى الحدود الضيقة والقيود الصارمة لقوانين الحكومة الإيرانية وتشريعاتها. لكنهم هم من انتهكوا قوانينهم وتشريعاتهم وسببوا لى ألماً ومعاناةً يفوقان قدرتى على التحمل، وما عانيته من ألم ومعاناة شبيه بما يعانيه إنسان يُصلب لأسابيع قبل أن يُدفن حياً، وأؤكد أننى لطالما سعيت إلى مسامحتهم أثناء وجودى فى السجن، ولكن لن يكون بمقدورى أن أنسى.
واختتم رسالته قائلا: أخيراً، إنه لشرف لى أن أقبل هذه الجائزة التى تجسّد فى الواقع تكريماً لجميع سجناء الرأى فى بلدى وزملائى المسجونين أو المرغمين على العيش فى المنفى، وأود أن أهدى الجائزة إلى أسرتي، خاصة إلى زوجتى وأولادى الذين اضطروا على مدى السنوات العشر الأخيرة، إلى جانب المعاناة النفسية التى واجهوها فى السنتين السابقتين، إلى أن يعيشوا فى خوف مستمر من أن يقرع أحدهم باب منزلنا، وفى كل مرة دق أحد الأشخاص باب منزلنا بغتة، كانت قلوبهم الرقيقة والبريئة ترتجف من الخوف، وأود أيضاً أن أهدى هذه الجائزة إلى جميع الأمهات اللواتى احترقت قلوبهن لرحيل أولادهن، وأهدى الجائزة كذلك إلى جميع الأمهات والأخوات والبنات والأطفال الذين يذرفون دموعهم ألماً لفقدان أحبائهم فى السجن".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة