سماح الجمال تكتب: شعب يستحق الإحالة للتحقيق

الثلاثاء، 31 مايو 2011 01:59 م
سماح الجمال تكتب: شعب يستحق الإحالة للتحقيق صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
النائب العام يقرر حبس الشعب المصرى 15 يوما على ذمة التحقيق، والتهمة الموجهة إليه ممارسة الرذيلة 30 عاما، وقد تناقلت الخبر وكالات الأنباء.. هكذا لابد وأن تكون الحكاية ليكتمل الحق، فكما تم إحالة الرئيس السابق لمحكمة الجنايات، لما اقترفه إبان فترة حكمه من فساد وصل إلى نخاع المجتمع، وجعل من مصر مسخاً لا شكل له، وأصبح للفساد مدارس ومنهجاً ينتهج وتصنيفات عبقرية مبدعة فساداً سياسياً وأخلاقياً ودينياً وفكرياً فى كل مناحى الحياة، فمصر تلوثت كما تلوث نهر النيل وتلوث كل معنى جميل.

الرئيس السابق أخطأ، ولكن لم يخطأ بمفرده، وليس المقصود بطانته، لا المخطأ الأكبر الشعب نفسه، لماذا صمت كل تلك الأعوام، إنه موروث الأجداد، فشعبنا يتفاخر بـ7000 سنة حضارة، ومعظمها حضارة عبودية وقهر ربتنا عليها الفراعين، وأحسنوا تربيتنا حتى بعد رحيلهم نتبرك بهم نحتفظ بتماثيلهم، ونقص قصصهم ونتحدى بهم من تفوقوا علينا بالحضارة الحقيقية التى انتهت عندنا، وتم دفنها ولا عزاء للعلماء.

المشكلة ليست مبارك، ولا أدافع هنا عنه المشكلة من قبل مبارك أيضا، عشنا فى أحضان الرذيلة، فالرذيلة ليست رذيلة جسد أو أفلام خالد يوسف المؤلمة، ولا الحب الممنوع. الرذيلة أن تغتصب أفكارك وتحمل منها جنين عفن اسمه "الخوف والصمت" من عصر السادات لعبد الناصر وما قبله، ونحن نتلذذ بالصمت، نحن مجتمع تعود أو تمرس على البغاء الفكرى والانقياد لشخص وتمجيده، والصمت والسكون والبكاء والعويل مصطلحات تدمر أى مجتمع تهدم ولا تبنى.

نحن نؤله من يحكمنا وندخل فى ثبات عميق إلى أن يأتى من يوقظنا نهب قليل، ونعود نستكين ونرجع نبحث عن فرعون نعلق عليه من بعد فشلنا، ونلصق له ما بأحشائنا.. ببساطة نحن من نصنع الفرعون ونحن من صنعنا مبارك ونستطيع صنع ألف مبارك.

لابد وأن نحاكم أنفسنا أيضا لنكن موضوعيين لنكسر ما بداخلنا من ركود وفساد أخلاقى، نعم نحن أيضا فاسدون لابد أن نعترف بداية العلاج الاعتراف بالخطأ.

حتى تنتصر الثورة لابد وأن نثور أيضاً على أخلاقيتنا ومفاهيمنا المغلوطة، ونعترف بتقصيرنا أمام ذاتنا، لابد وأن نكون أن نتعلم، كيف نفكر بعقولنا ونعيش بوجداننا، ونحب بقلوبنا أن ننظم مشاعرنا، ونحرق تعاويذ الماضى، وننسى أننا كنا وكنا.. لابد وأن نكون نبحث لنا عن موطئ قدم على أرض المستقبل، وأن يجمعنا حلم حقيقى أن نبنى فينا الإنسان ومعانى طمس معالمها الفساد، وأن يكون أول درس، ألا نخاف أن نملك القدرة، لنقول لا فى الوقت المناسب وليس بعد فوات الأوان، لو كنا كذلك ما استطاع عز أو ظهر رشيد وجمال.

لماذا سكتنا طوال تلك السنوات لماذا تهاونا، أهو الخوف أم الجوع أم المرض، أم ماذا أظنه الكسل من أن نتعلم ونعمل بما تعلمتاه. وهناك من تحدث ويتباهى الآن أنه تحدث، ولكنه تحدث حديث العذارى على استحياء ما بين السطور والسكوت فى مذهبنا علامة القبول.

لماذا الآن ماذا تغير لماذا نثور، سؤال ملح ذكر ابن خلدون فى مقدمته عن أهل مصر أنهم يميلون إلى الفرح والمرح والخفة والغفلة عن العواقب، وأنا أقول إنهم يميلون للفرح الزائف، فعلى ماذا يفرحون والمرح والتنكيت الذى يقابلون به أية مصيبة تأتيهم، والغفلة عن العواقب، نعم حدث بألا حرج من يستطيع أن يقول إننا نجيد التفكير أو إننا فكرنا يوما ما أننا مفعول به على طول السنين.

لكى تنتصر الثورة لابد وأن نبنى إنسانا جديدا مصنوعا من الحركة والبحث والخروج للدنيا من شرنقة العادى للمجهول، أن يكون لدينا طموح فى أن نكون أن يخلق الإنسان فينا من جديد، وأن نبدأ نتعلم كيف نحب ونبدأ بأنفسنا وقتها فقط نشعر بقيمة معنى الإنسان فى الوطن. لابد وأن تصرخ صوت الثورة بداخلنا وليس بميدان التحرير.

ماذا بعد مبارك ليست لدينا عروس تزف للنيل حتى ننتظر الخير لن نجنى ثمار الثورة قبل أن نحطم بأيدينا الأصنام.. أعتقد نحتاج طبيبا نفسيا لكل الشعب يعالج ما بداخله من قهر لذاتنا وعدوان.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة