رصدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية تبنى الفنانين المصريين الذين اعتادوا على الرقابة فى عهد الرئيس السابق حسنى مبارك رسالة سياسية من خلال أعمالهم، وقالت رغم أن ما قبل 25 يناير كان مكانا يتسم بالتعقيد بالنسبة للفنانين، إلا أنه كان فى الوقت نفسه فرصة لهؤلاء الذين يعرفون كيف يلعبون لعبة النظام ويلفون رسالتهم بغلاف من السخرية وغضبهم بنوع من التشويش الدقيق.
وسردت الصحيفة الأمريكية كيف شيدت الفنانة المصرية لارا بلدى برجا من الأسمنت الرخيص أطلقت عليه اسم "برج الأمل"، لتعبر به عن المواد البنائية التى تحيط بالأحياء الفقيرة بالقرب من المدينة، الأمر الذى كان يمثل استفزازا واضحا لأنه ينتقد الحياة التى يعيشها معظم المصريين، حتى أن بلدى أخفته عن الأنظار عندما كان يعرض فى مهرجان بأحد أحياء القاهرى، بعدما علمت أن سوزان مبارك كانت تزور موقعا قريبا.
أما اليوم، لارا بلدى، لا تصنع فنا، شأنها شأن الكثير من الفنانين فى فترة ما بعد الثورة، وإنما تكرس وقتها لإنشاء محطة راديو تروج لثقافة ما بعد مبارك، لاسيما فى وقت لا يزال فيه كثيرون لا يعرفون ما هى الحرية ولا يدركون كيفية التعامل معها. وتقول بلدى إن الوقت غير مناسب لأن يجلس الفنان فى الاستديو الخاص به.
ويرى الكثير من الفنانين المصريين أن "النشاط السياسى" وليس الفن، هو الطريقة الأمثل لإصلاح البلاد، لاسيما بعد عقود من السبات الفكرى والثقافى بل ولوضع مصر مجددا فى مكانتها البارزة كمركز للثقافة العربية.
وقالت صحيفة "واشنطن بوست" إن هؤلاء الفنانين استلهموا موقفهم هذا من أحمد بسيونى، الفنان الذى لاقى حتفه إثر التعرض لطلق نارى، خلال مظاهرة تنادى بالديمقراطية يوم 28 يناير، ومات وهو يواجه أنصار مبارك، ليصبح بعد ذلك رمزا لنكران الذات، وليوحدهم وراء شعور بالوطنية والانتماء للمجتمع.
"واشنطن بوست" ترصد تحول فنانى مصر للنشاط السياسى للنهوض ببلادهم
الإثنين، 30 مايو 2011 04:08 م
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة