رشا المصرى تكتب: شكراً أوبرا

الإثنين، 30 مايو 2011 11:35 ص
رشا المصرى تكتب: شكراً أوبرا أوبرا وينفرى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حين قررت الكتابة عنها لم أعرف ماذا أقول؟ فكل ما أقوله ربما يكون تكراراً أو إضافة ليس أكثر، فماذا أقول عن امرأة أقل ما يُقال أنها النموذج المثالى لامرأة كسرت القيود.

ماذا نكتب عن أوبرا وينفرى تلك الأمريكية السمراء، والإعلامية الأولى على مستوى العالم، التى قالت لا للعنصرية ولا لتهميش المرأة ولا لكل ما هو ضد الإنسانية فى برنامج يُعد الأشهر عالمياً؟.. لم تكن تعلم أوبرا حين ولدت بإحدى أحياء كوسيكسو بأمريكا عام 1954، أن لونها الأسمر والذى خلقها الله عليه سيكون النقطة الفارقة فى حياتها، لتتحدى كل ظروف رفضها كأمريكية سمراء، ليحوله إلى نقطة تحول فى تاريخها وتاريخ أمريكا الإعلامى.

تلك السمراء التى أبدعت إعلاماً مختلفاً مع برنامجها الشهير منذ 25 عاماً، والذى حمل اسمها فأعطاها كما أعطى للإعلام الأمريكى شهرة واسعة، وتحولت إلى مدرسة إعلامية.

طفولتها الصعبة لم تقف عند لون البشرة أو الفقر، حيث عمل أبوها بالحلاقة، ووالدتها خادمة فى البيوت، وإنما ازداد صعوبة بانفصال والديها، فزادت هى تمسكاً بالوجودية، الإحساس بالوجود والكينونة حتى فى أصغر الأشياء، كان الهّم الأكبر فى حياة أوبرا حتى الآن الطموح لإثبات الذات، كان ينتقل بها سريعاً من مرحلة إلى أخرى، فمنذ أن بدأت كمراسلة لإحدى القنوات وهى بعمر الـ 19، ثم ممثلة مسرحية يليها مقدمة برامج وسؤال مَن أنا؟ كان يُعدّها لتكون هذه المرأة التى لا تُقهر.

استطاعت أوبرا خلال 25 عاما إعطاء فرصة لمشاهدى برنامجها أن يُبحروا معها داخل ذواتهم ليكتشفوا مَن هم؟ أعطت الفرصة لكل إنسان أن يعترف ما فى داخله ببساطة الأطفال ونضوج الكبار، وكانت دائماً تُرجع الفضل إلى إيمانها بأن الله يرعى كل ما تقوم به، ويُساعدها كى تُساعد هؤلاء.

لا تستطيع أن تميز بينها وبين أحد ضيوفها خلال أى حلقة، لأنها ببساطة كانت طوال الوقت تأخذ منهم لتُعطيهم، "أنتم سرّ نجاح البرنامج"، هكذا قالت فى آخر حلقة لبرنامجها يوم الأربعاء الماضى 25 مايو 2011.

لقد اعتبرت أوبرا أن أهم سبب لنجاح البرنامج هو تحرير ضيوفها من الشعور بالعار، جراء الاعتراف بأخطائهم أو أفعالهم المستنكرة فى المجتمع، أو لحوادث ضد الإنسانية كالتحرش أو الاغتصاب تعرضوا لها.

ولذلك استطاعت -خلال 4561 حلقة فى 25 سنة- الحصول على اعترافات بالآلاف، مباشرة على الهواء، من مدمنين ومثليين وآخرين يضربون زوجاتهم، أو مرضى بالإيدز أو ذوى احتياجات خاصة.

لقد كسرت قاعدة الفتاة الشقراء الجذابة لتُعطى مثالاً حياً لإثبات الذات بالعمل، "طوال البرنامج كانت المشكلة الرئيسية لضيوفى هى كيف يجدوا قيمة لأنفسهم"، هكذا اختصرت أوبرا خبرة أكثر من عقدين من الزمن، فكانت تجول فى أعماق الناس فى بلدان كثيرة، تكتشف معهم القيمة الحقيقية لوجودهم.

تلك القيمة التى يظل يبحث عنها الإنسان طوال مشوار حياته مدعياً أحياناً أنه وجدها وأحياناً أخرى أنه فقدها، القيمة التى تعطى لإنسانيته قدراً من الاستحقاق بعيداً عن العرق أو اللون أو الدين.

مِن كسر القيود إلى إيجاد قيمة وجودية، وصولاً إلى الشهرة ودّعت أوبرا وينفرى جمهورها بشكل غاية فى الروعة والرقى.

لم تتكلم بنبرة الملكة المتربعة على عرش الإعلام أو نبرة المرأة المغرورة بما لم يفعله غيرها، وإنما بنبرة امرأة مكافحة عرفت كيف تدير حياتها، وتنجح من خلال خبراتها فى الحياة.

ولم تنسى أن تمنح الفضل فى هذا النجاح المنقطع النظير بكل تواضع لفريق عمل البرنامج ولجمهورها، الذى أعطاها تلك الفرصة لتكون تلك المرأة التى تفخر بها كل أمريكا، ويفخر بها نساء العالم.

شكراً أوبرا من أجل كل شىء، ولن نقول وداعاً ولكن إلى اللقاء، لأننا فى انتظار طلتك الجديدة من خلال برنامجك الجديد "أون" على قناتك الخاصة.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة