أكد المستشار طارق البشرى، نائب رئيس مجلس الدولة الأسبق، أن مصر قبل ثورة 25 يناير كانت فى دمار كامل لحضارتها، ولكن اليوم أصبحنا نتفادى ذلك، قائلا "انفتح الباب لعودة الروح".
جاء ذلك خلال الكلمة التى ألقاها البشرى، فى مؤتمر "الثورة المصرية الملامح والمآلات" الذى عقد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة صباح اليوم، الاثنين، وقال البشرى إنه ضد فكرة تأجيل الانتخابات، مؤكدا أنها نوع من العمل الجماعى واكتساب الخبرات، وأكد "اللى مستعدش هعمله إيه هعطل البلد، طيب ما يستعد"، وأن الانتخابات القادمة ستعكس الواقع المصرى، ونسبة المستقلين ستصل إلى 70% من مقاعد المجلس.
وحول رفض شباب الثورة للحوار مع فلول الحزب الوطنى خلال "الحوار الوطنى" واعتبار ذلك إقصاء وعدم احترام لحرية الرأى الأخر، قال البشرى لم أشارك فى الحوار الوطنى ولم أدع إليه، والشباب لهم حق طبعا فى رفض الحوار مع بقايا النظام.
ونفى البشرى، فى رده على مداخلة من أحد الحضور بأن الشعب المصرى لم يعتد على الحرية ولم يمارس الديمقراطية، حيث أكد البشرى أن المصريين معتادون على الحرية، فكل أربعين سنة يقومون بثورة".
انتقد البشرى رغبة الأحزاب فى تأجيل الانتخابات بالرغم من مشاركتها فى الانتخابات الأخيرة والتى كانت مزورة، ككل الانتخابات التى أجريت فى عهد مبارك، وكذلك انتقد تشكيك البعض فى تشكيل لجنة مكونة من مجلس الشعب لوضع الدستور فى حين أن هذه القوى وافقت باللجنة التى شكلها الرئيس المخلوع مبارك قبل رحيله، متسائلا كيف يطالب الجميع بالمشاركة فى كل قانون يصدره المجلس العسكرى بما أنه ليس هناك مشاركة سياسية.
وقال البشرى: "فى مرارة أنا سمعت كلاما وانتقادات قبل الاستفتاء، ولكن لا أرد"، موضحا أن الإعلام كان موجها لقول لا للتعديلات الدستورية، كاشفا أن الذين قالوا لا 12% وفق حسابات أخرى، وأنه ليس خائفا من الثورة المضادة.
وأوضح البشرى أنه قبل الثورة "لم يكن هناك جهاز شغال إلا البوليس"، مؤكدا على وهن جميع مؤسسات وأجهزة الدولة إلا القوات المسلحة، وأن الثورة أسقطت نظام مبارك بلا رجعة، وقفزت بجيل الشباب الذى سيقود البلد فى الخمسين سنة القادمة.
ووصف الثورة بأنها حركة شعبية أدهشت العالم بتحديها لمبارك وتمييزها بين العدو والصديق، وأن مصر ليست فى وضع مقارنة مع سوريا أو اليمن لأنه ليس بها قبائل أو طوائف.
من جهته، قال معتز بالله عبد الفتاح، المستشار السياسى لرئيس الوزراء، إن مجلس الشعب لم يكن يمثلنا بل يمثل علينا، وأن التردى الذى كان موجودا لم يعد موجودا، وأضاف قائلا "أنا أصدق المجلس العسكرى فى انسحابه من الحياة السياسية"، ولابد أن نصدقه جميعا حتى لا تحدث أزمة ثقة، نحن لدينا جيش محترم أسقط شرعية مبارك وحافظ على الثروة والثوار.
وحول الفراغ الأمنى قال عبد الفتاح إن البعض يقول نريد الأمن، والخوف هو الانتقال من الأمن أولا للأمن فقط، قائلا "لن نأتى بصدام حسين جديد من أجل تحقيق الأمن".
وأكد عبد الفتاح أن الإفقار والفساد كان متعمدا فى عهد مبارك، مؤكدا على ضرورة الدخول لمرحلة بناء المؤسسات، مشيرا إلى أن مطالب الأقباط مشروعة وليس فيها مشكلة فالمجتمع متجانس.
وأضاف عبد الفتاح أن الأمن القومى فى تحسن نسبى، وأن الموازنة الجديدة سيزيد بها الدعم، وأن الدستور الجديد لن يكن متغيرا كثيرا، وأن المادة الثانية من الدستور ستظل، كما هى ولن نتحول لدولة دينية، مختتما حديثه قائلا "السفينة تتحرك فى الاتجاه الصحيح والله أعلم".
المستشار طارق البشرى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة