تمكن فريق طبى بمستشفى الشاطبى الجامعى من إجراء سبع عمليات دقيقة لعيوب بالرئتين والقصبة الهوائية خلال هذا الشهر بوحدة جراحة الأطفال، بنسبة نجاح تتساوى مع أحسن مراكز جراحة الأطفال العالمية، لوجود تقنيات عالية فى الجراحة والتخدير وكذلك العناية التمريضية فيما بعد الجراحة، وأجريت هذه الجراحات بواسطة فريق جراحى يرأسه الدكتور صابر وهيب ومجموعة من أساتذة التخدير وقد تم خروج الحالات فور تحسنها من المستشفى إلى منازلهم، حيث الرعاية الطبيعية للأم لهم من خلال حياة طبيعية يحياها الطفل.
وقال وهيب إن العيوب الخلقية بالجهاز التنفسى فى الأطفال الرضع وحديثى الولادة تمثل نسبة 5% من العيوب الخلقية الجراحية التى تصيب الأطفال وكانت مسئولة عن نسبة وفيات مرتفعة وذلك منذ أكثر من 20 عاما ومنذ 1996 ارتفعت هذه النسبة إلى أكثر من 10% من العيوب الخلقية وهذا الارتفاع ضمن زيادة معدل حدوث العيوب الخلقية بصفة عامة فى السنوات الأخيرة وقد تكون العيوب بالرئة أو القصبة الهوائية و المرىء.
وأشار وهيب رئيس الفريق الطبى، إلى أن هذه العمليات تحتاج إلى تقنية عالية جدا وبالتالى تتطلب إمكانات عالية ومكلفة بوحدة جراحة الأطفال التى تجرى العمليات بها بالمجان وبأقل تكاليف على ميزانية الدولة تكاد لا تذكر ينقذ بها أرواح أطفال ينعمون بحياة طبيعية.
وأضاف الدكتور صابر أن وحدة جراحة الأطفال بالشاطبى تستقبل أكثر من 3 آلاف حالة سنويا تمثل التشوهات الخلقية حوالى 30% من هذه الحالات وتجرى العمليات كلها بالمجان بالوحدة، وتشكل التشوهات الخلقية مشكلة صحية عامة ويعد ولادة طفل مشوها حدثا مؤثرا وصعبا للغاية وقد يثير معضلة أخلاقية وطبية وتشمل العيوب الخلقية اى عيوب شكلية أو وظيفية أو كيميائية حيوية جزيئية قد تتطور فى الجنين من الحمل وحتى الولادة.
ولفت وهيب إلى أن انقسام مسببات التشوهات الخلقية إلى معروفة غير معروفة والأسباب المعروفة قد تكون جينية أو غير جينية وتشمل الأسباب الجينية عيب جبينى واحد أو شذوذ كروماسومات، وأن الأسباب غير الوراثية (البيئية) تتمثل فى الملوثات البيئية والمخاطر المهنية والعوامل الغذائية والأدوية والسلوكيات الشخصية وهذه المجموعة ذات أهمية لسببين: أولا: أنها مسئولة عن زيادة معدل التشوهات الخلقية فى السنوات الأخيرة بشكل ملحوظ، وثانيا: لأنها الوحيدة التى يمكن الوقاية منها.
وأكد وهيب أن زيادة معدل التشوهات الخلقية وسط المستويات الأكثر فقرا، وبالتالى اقل وعيا صحيا ورعاية طبية وأكثر عرضة للمخاطر المهنية، وبالتالى تأتى محافظة البحيرة من أكثر المحافظات إصابة لأطفالنا بالتشوهات الخلقية.