الجزار ميلاديتش قاتل مسلمى البوسنة نشأ طفلاً يتيماً على مشاهد حروب ودماء

الإثنين، 30 مايو 2011 05:33 م
الجزار ميلاديتش قاتل مسلمى البوسنة نشأ طفلاً يتيماً على مشاهد حروب ودماء الجنرال الصربى السابق راتكو ميلاديتش
كتب إبراهيم بدوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يمتثل الجنرال الصربى السابق راتكو ميلاديتش أمام محكمة العدل الدولية فى لاهاى لاتهامه بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، أبرزها وقوفه وراء مجزرة قرية سربينتيشا البوسنية منتصف التسعينيات، والتى راح ضحيتها 8 آلاف مسلم.

نشأة ميلاديتش كان لها بالغ الأثر فى طبيعته الدموية، حيث فتح عينيه طفلا يتيما فى الثالثة من عمره ببلدة "كالينوفيك" جنوب شرقى سراييفو على مشاهد الحرب والدماء، حيث قتل والده خلال اشتراكه فى هجوم فاشل نفذته ميلشيات الحزب الشيوعى لصرب البوسنة ضد الزعيم الفاشى الكرواتى "بافيليتش".

وكان لهذه الأحداث دور كبير فى دفع ميلاديتش للالتحاق بحياة العسكر، حيث تخرج من أكاديمية الضباط عام 1965 برتبة ملازم، وانضم فى العام نفسه إلى الحزب الشيوعى اليوغسلافى، وتتدرج فى الرتب العسكرية حتى قائد لواء.

وفى يونيو 1991 كان ميلاديتش قائداً للفيلق السابع من الجيش الشعبى اليوغسلافى فى الحرب الكرواتية بين الصرب الموالين لبلجراد والكروات الذين أعلنوا قيام الجمهورية الكرواتية المستقلة، وقام بدعم "جمهورية كرابينا الصربية"، وهى كيان صربى مُعلن من جانب واحد داخل كرواتيا.

مواجهته الدامية مع مسلمى البوسنة بدأت فى أبريل 1992، عندما أعلنت البوسنة نفسها جمهورية مستقلة عن يوغسلافيا، فترك ميلاديتش كرواتيا وتوجه على الفور إلى البوسنة، وهناك فرض حصاراً على مدينة سراييفو دام 43 شهراً، ليصبح أطول وأقسى حصار فى تاريخ الحروب الأوروبية الحديثة، كما نفذت قواته مذبحة راح ضحيتها ثمانية آلاف رجل وفتى مسلم فى بلدة سبرينيتشا، وقامت فى أنحاء متفرقة من الإقليم بأعمال قنص وقتل واغتصاب واختطاف على أساس عرقى.

فى منتصف عام 1995 تعرضت قوات ميلاديتش لحملة قصف جوى شنها "الناتو" لحمل صربيا على الامتثال للقرارات الدولية بسحب قواتها من البوسنة، مما اضطر ميلاديتش إلى سحب جنوده على عجل والتخلى عن بعضهم، واصفاً ما حدث بأنه "كان مشاهد من الجحيم حقاً".

فى يوليو 1995، وجهت المحكمة الجنائية الدولية الخاصة بيوغسلافيا السابقة إلى ميلاديتش، تهمة ارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية، خاصة فى سراييفو وسبرينيتشا، ثم أضافت له المحكمة، فى نوفمبر 1995، تهمة ارتكاب جرائم حرب أخرى خلال هجوم شنه ضد المنطقة الآمنة التى أعلنتها الأمم المتحدة فى سبرينيتشا فى يوليو 1995.

ظل ميلاديتش هارباً من العدالة الدولية على مدار 16 عاما كاملة إلى أن تمكنت القوات الصربية من القبض عليه فى 26 مايو الجارى، وتقديمه إلى المحكمة الدولية بعد أن علقت دول الاتحاد الأوروبى طلب عضوية صربيا لحين تسليم ميلاديتش، وانقسم الشارع الصربى ما بين من يعتبره بطلا قوميا وقع ضحية للحقد والكراهية ضد الأمة الصربية من باقى الأمم الأوروبية، ومن يراه ثمنا ضروريا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبى، وقطف ثمار الاندماج والتعاون مع منطقة اليورو، وليظل من يعتبره البعض بطلا قوميا فى بلاده، سفاحا وسافكا للدماء فى نظر العدالة، ويلقى نهاية مريرة مثلما مات رفيقه ميلوسيفيتش عام 2006 فى السجن خلال محاكمته بتهمة الإبادة العرقية فى محكمة جرائم الحرب الدولية ليوغوسلافيا السابقة فى لاهاى.. ومثلما يرقد اليوم أريل شارون رئيس الوزراء الإسرائيلى السابق فى غيبوبة كاملة دون أن يستريح بنعمة الموت.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة