لم يكن بالإمكان أن أخاطب إخوانى المسلمين بغير كلام الله تعالى، حتى وإن لم يكن هذا الكلام المبارك قد قيل فى ذات الموقف، إلا أنه ينير لنا جميعا طريق الرجوع للحق، والمصالحة فيه.
كلام الله تعالى يصلح بين أهل الكتاب جميعهم، وهو يهدى القلوب السليمة إلى الأخلاق العظيمة التى كان محمد صلى الله عليه وسلم من أصحابها، هذا الرسول الأمى الذى علّم أصحابه يوم الحديبية، كيف يتنازل الأقوياء عن حقوقهم ليتصالحوا مع الأعداء الكافرين، فكيف تراه يريدنا أن نفعل مع الأخوة المقربين؟
ما أحوجنا اليوم إلى خلق الإسلام الذى حملنا اسمه طوعا من المؤمنين وكرها من المنافقين الذين يتناثرون فى كل فريق، يزيدون التعصب ويلهبون المشاعر.
أقول لكم جميعا من سلفيين وجماعة الإخوان المسلمين والجماعة الإسلامية إنكم كنتم تقابلون النظام الفاسد السابق المعادى لكم فى منتصف الطريق، فكيف لا تقابلون زملاءكم فى الكفاح وشركاءكم فى الثورة فى ربع الطريق إليهم أو حتى منتصفه لو كنتم تريدون؟
أقول لكم أنتم رجال دعوة لله تعالى، ولستم طلاب حكم أو سلطة، أنتم الناصحون المخلصون المضحون فى سبيل الحق، أنتم أصحاب القدوة الحسنة والفضل الكريم، لا تنازعون أحدا فى أمور الدنيا، وأنما تنفقون ما لديكم حتى إذا ما نفد متاعكم فعندكم من العفو زاد تنفقون منه.
أدعوكم جميعا إلى كلمة سواء بينكم وبين شركائكم فى الثورة، فلا يزيد نصيب الشريك عن أخيه إلا حبا وكرامة، فالجميع يعبد الله تعالى ولا يشرك به أحدا، ولقد هدمت الثورة كل الأرباب من دون الله تعالى، أعرف أن قلوبكم ذليلة للمؤمنين عزيزة على الكافرين، وأعلم أنكم لا تصدون عن الخير ولا توقظون الفتنة، وأن الله من وراء قصدكم وسوف يهدينا معكم سواء السبيل.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة