وفاءً لدم شهداء هذه الثورة وما قبلها، وفاء لمصطفى سمير وسالى زهران و خالد سعيد وسيد بلال وأمثالهم ممن فتحوا لنا طريق الحرية بدمائهم!
وفاء لأنات الجرحى والمصابين وأصحاب العاهات المستديمة، ممن دفعوا أعينهم وأيديهم وأرجلهم فداءً لمصر والحرية والكرامة، وفاء لمصعب أكرم الشاعر بن بور سعيد الذى أصيب بـ300 طلقة ومازال رهين السرير فى ألمانيا!
أخاطب بهذه الرسالة كل مصرى أحب هذه الثورة وتمنى لها النجاح ويتمنى لمصر التقدم والرخاء:
أخى المصرى أنت أخى مهما اختلفت مشاربنا، أنت أخى فى الدين أو أخى فى الوطن والمصرية، نشرب جميعا من نهر واحد ونعيش جميعا مصيرا واحدا ونتطلع جميعا لمستقبل واحد.
أخى من المستحيل أن نتفق جميعا فى كل وجهات النظر لأننا لسنا نسخا كربونية ولكننا عقول مختلفة وأفهام متغايرة وهذا لابد أن ننظر له فى إطار ما يلى:
1- أن يكون هذا الاختلاف سر قوتنا ووسيلة لإثراء الفكر وتكامل العقول وليس وسيلة للتفرق والاختلاف، أفبعد أن بتنا فى العراء على الإسفلت فى ميدان الكرامة ولم يكن يشعر أحدنا يفرق بين مصرى وآخر: إخوانى، سلفى، متصوف، ليبيرالى، يسارى، قبطى .......... .نعود ونحن فى أول مشوار النهضة إلى التفرق والاختلاف؟
2- أن يوجد حد أدنى نتفق عليه وهو أن يحترم بعضنا رأى الآخر، مهما اختلف معه، وأن يوجد معيار نحتكم إليه وهو: أن صندوق الاقتراع هو الفيصل بيننا ونحن لابد أن نمتلك الثقة فى النفس أننا لن نعطى صوتنا إلا لمن يستحق وإن أخطأنا مرة فلن نخطئ الأخرى، فإذا جاء صندوق الانتخاب بمن أو بما نكره وجب علينا الإذعان لذلك، وعدم الالتفاف عليه والأيام بيننا ولن تدوم لأحد.
3- يجب على من ينظر لنفسه على أنه صاحب قوة فى الشارع كجماعة الإخوان المسلمين مثلاً، الذين استطاعوا أن يسبحوا عكس التيار فى الفترة الماضية وأن يكونوا لأنفسهم قاعدة جماهيرية، ألا تأخذ بعض أفرادهم مسحة الغرور وليعلموا أن الله تعالى عاتب الصحابة يوم أن قالوا لن نهزم اليوم من قلة وظلت الآية شاهدة على ذالك الموقف "ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم ....."
4- يجب أن يذكر بعضنا بعضا بمحاسنه وليس بمثالبه وأن نبحث عن نقاط الاتفاق وليس نقاط الاختلاف، فأنا على سبيل المثال رضعت وأنا صغير من جارة قبطية يوم أن كانت أمى مريضة، أى أن الأقباط أخوالى من الرضاع مع أننى أحفظ القرآن الكريم كاملاُ وقد أكون محسوبا على أصحاب التوجه الإسلامى، كما أننى أنظر بعين التقدير للأستاذ عبدالحليم قنديل وأعتقد أن شجاعته فى الحق هى التى جرت عليه كثيرا من الويلات فى العهد البائد، ولا يفوتنى مقال له فى أى جريدة هو وغيره من أحرار مصر، رغم اختلافى معهم فى كثير من الرؤى.
5- إن مصر تكون أحوج ما تكون الآن إلى رص الصف وأن يكون الكتف فى الكتف من أجل البناء ولا ننسى العامل المشترك الذى يجمع أرقامنا جميعاً: أننا مصريون.
6- لا يستطيع تيار أو فكر أو جماعة أن تقصى الفكر أو الجماعة الأخرى مهما بلغت، علينا أن نؤمن أن هذا من البديهيات فلنطمئن جميعاً أن الساحة مفتوحة للجميع وستظل كذاك ولن نرى فى قصر العروبة أسوأ مما كان.
7- أن سهام العدو لن تفرق بين رأس مصرية تحمل فكراً إسلامياً وأخرى تحمل فكراً ليبراليا واسالوا رصاص المارينز فى بغداد هل يفرق بين شيعى وسنى أو بين متدين وغيره؟
8- أخيراً فكرة أخدتها من أحد القراء لليوم السابع وهى أن نجعل كل جمعة مليونية عمل معين، قد نجمع فى جمعة تبرعات لمصابى الثورة وأخرى ننظف فيها الشوارع وثالثة نغرس فيها أشجارا بدلا من مظاهرت التشرزم التى بدأت تلوح فى الأفق والله المستعان.
أحمد شكر يكتب: رسالة إلى كل مصرى أحب هذه الثورة
الإثنين، 30 مايو 2011 11:00 م
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة