هبه عصام تكتب: زاوية ربيع شرير الحادة

الثلاثاء، 03 مايو 2011 12:42 ص
هبه عصام تكتب: زاوية ربيع شرير الحادة هبة عصام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الزاوية.. المدينة التى غادرناها قبل عامين ولم تغادرنا، دعانا "ربيع شرير" - الإعلامى والأديب الراقى - وكان مضيفنا فى مهرجان شعرى امتد أسبوعاً بين الزاوية وطرابلس.

أذكر حين جاءنا خبر وفاة أحد شعراء ليبيا، بينما نحن فى الأمسية الشعرية، ما دعا مقدمها لإنهائها على عجل أنساه تقديم الشاعر المصرى فارس خضر، فأبى ربيع شرير إلا أن يؤجل سفرنا ثلاثة أيام لينظم ندوة مستقلة لخضر على سبيل التكريم ورد الاعتبار.. ونظم لنا برنامجاً لزيارة معالم طرابلس ولم يفارقنا خلالها.

كان ودوداً ومضيافا ًوخفيف الظل محبوباً من كل أصدقائه، دائم الحديث عن حبه لمدينته الزاوية التى عاد لها بعد فترة عاشها فى طرابلس، وانتهى المهرجان وعدت وفارس خضر ولينا الطيبى إلى مصر، وعاد عبد الرحيم الخصار للمغرب ومحمد على اليوسفى لتونس، وبقيت الصداقة والذكريات تجمعنا وأصدقاءنا هناك، وقامت ثورة ليبيا.. ليقطع ربيع رحلته ويعود لأهله فى الزاوية، ويفقد أخاه الأصغر على يد وحوش القذافى.. كتب: "لقد خرجنا للجهاد ونعرف أننا سنموت بينما الذين تسللوا إلى المدينة مأجورون".

مدينته التى قال فيها: (آه كم أحبك يا زاويتى الصغيرة/ يا هوائية المكان/ يا زاويتى الحادة جداً جداً جداً/ أيتها المتقمصة لمزارع الجداران/ الضائعة من أجندة القرى/ يا الأرضية المتأرجة فى الريح/ وطهر المكان من المكان/ يا حاملتى.. أنا.. ف ق ط / بثقلى هذا.

ذلك العشق المقيم جعله ورفاقه يتحدون الطاغية غير آبهين بالموت، ربيع شرير مقاتل مؤمن بحريته وشاعر متوحد مع أرضه يقول: (مدينتي/ تصورى لو أُنتزعت منك/ لأهبك شرف احتوائك منى/ كم رائع وجودنا فينا/ وانحلالنا فى جوهر لا ماء له/ يصنع التأليه لذاته).

فرح بالثورة يكتب لأصدقائه على الفيس بوك: "يا الله.. هل يعقل أن يكون شباب الزاوية بهذا البهاء العظيم، الضاحكون كأن الرصاص يدغدغهم، المقدمون كأن الموت غنيمتهم، قلوبهم برتقال يشمس فى الصدور".. كان صوته يأتينا عبر الفضائيات مراسلاً ثائراً، حتى رأيناه على قناة القذافى الرسمية بين مخالب نفس الوحوش يتعمدون تعذيبه علنا وامتهان كرامته واغتياله معنوياً، لا أستطيع أن أصف ما شعرت به حينها، مشاعر مختلطة بين الغضب وقلة الحيلة والحنق الشديد.

يا صديقى أنت البطل فى هذا العالم السىء..أنت المخلد فى الذاكرة وهم فى مزبلة التاريخ مع الطغاة والجهلاء، استعراضهم هذا لم يمس كبرياءك وإنما كشف عن قذارتهم، يتباهون بوحشيتهم المخجلة، ويفسحون لك مكانا أكبر فى قلوبنا، سلامتك يا ربيع، ألف سلامة.

شاعرة مصرية



موضوعات متعلقة من حملة اليوم السابع للتضامن مع ربيع شرير

◄ كتائب القذافى تعذب الشاعر ربيع شرير على الهواء
◄ ننشر قصيدة "زاوية" للشاعر الليبى المعتقل ربيع شرير
◄ مثقفون مصريون يدينون تعذيب ربيع شرير
◄ "أفرجوا عن ربيع شرير".. صفحة على الفيس بوك





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة