ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن أيمن الظواهرى، الرجل الثانى فى القاعدة، وعلى الأرجح خليفة بن لادن الجديد، لا يملك من الكاريزما ما يؤهله لقيادة التنظيم، فهو ربما يكون تنظيمياً أكثر منه ملهماً، وظهر هذا جلياً فى الخمسة تسجيلات التى بثها فى الفترة بين يناير وإبريل، محاولاً أن يربط انتفاضات العالم العربى بالجهاد الذى كان العامل المحفز وراء هجمات 11 سبتمبر.
ونقلت الصحيفة تسجيلاً للظواهرى الشهر الماضى قال فيه: "أمتنا الإسلامية متورطة فى معركة ضد الحملة الصليبية المعاصرة وضد عملائهم، المتمثلين فى حكامناً الفاسدين والمفسدين، وتخلى أمريكا عن حلفائها واحداً تلو الآخر وهو مؤشر على تراجعها من عليائها وغرورها اللذين لازماها، بعدما تعرضت لهجوم فى نيويورك وواشنطن وبنسلفانيا".
وذهبت الصحيفة الأمريكية إلى أن الدعوة للمعركة الجهادية ليست ذات صلة بانتفاضات العالم العربى، وأن جهود الظواهرى للترويج لأيديولوجية القاعدة باعتبارها الإجابة لمشكلات الشرق الأوسط لن تقابل أذان صاغية خاصة بعد مقتل بن لادن.
ومضت الصحيفة تقول إنه إذا كان بن لادن الزعيم الإيديولوجى للقاعدة، فالظواهرى البالغ من العمر 59 عاماً كان ولا يزال العقل المنظم، فهو ينظر إليه كأستاذ قادر على التحدث عن القضايا المحلية وحل النزاعات المتعلقة بمقتل آلاف من المسلمين فى إطار الهجمات التى تشنها القاعدة.
وأضافت "نيويورك تايمز" أن قصة بن لادن لها طابع إنسانى ملهم، فهو خصص ثروته التى ورثها عن والده لتمويل الجهاد العالمى، أما الظواهرى، فهو طبيب جراح ينتمى لأسرة مصرية رفيعة الشأن، ولكنه يفتقر إلى وجود تضحية مشابهة.
ونقلت الصحيفة عن ريتشارد باريت، منسق فريق مراقبة القاعدة وطالبان فى مجلس الأمن قوله "بن لادن كان يمثل حركة، وكان أسطوريا فى ظهوره وفيما يقوله، والظواهرى لا يمكنه عمل ذلك".
بينما قال جون برنان، مستشار الرئيس أوباما لمكافحة الإرهاب فى مؤتمر صحفى أمس الاثنين، إن الظواهرى "لديه الكثير من المنتقدين داخل المنظمة، وأعتقد أنهم سيبدءون فى التناحر فيما بينهما من الداخل أكثر وأكثر"، غير أن كثيرين يعتقدون أن مهارات الظواهرى التنظيمية هى ما تحتاجه القاعدة الآن أكثر من الكاريزما حتى تتمكن من الوقوف على قدميها مرة أخرى.
نيويورك تايمز: غياب الكاريزما والمعارضين يهددان نجاح "الظواهرى" فى القاعدة
الثلاثاء، 03 مايو 2011 03:01 م