تسأل قارئة: أبلغ من العمر 21 سنة، وأنهيت دراستى الجامعية، وأبحث عن عمل، ولا أعانى من أى مشكلات إلا أننى أعانى من أحلام اليقظة، ولكن أستطيع الفصل بين الواقع والخيال، وأعتبر هذه الحالة من الأمور المحببة إلى، لأنى أحاول فيها تخيل مستقبلى بكافة الخيارات، وأصبحت أقوم بهذه العادة كل يوم، وأتخيل أشخاصاً لا وجود لهم، ولكن أتخيلهم بصفات محببة لى، مع العلم أنى لا أحب الكلام كثيرا، وأخاف جدا من الاصطدام بالواقع، ومن المستقبل أيضا، أرغب أحيانا فى الذهاب لطبيب نفسى ولكنى أتراجع، فهل هناك مخاطر من حالتى، وكيف أستطيع برمجة نفسى؟
ويجيب على هذا التساؤل دكتور تامر جمال أخصائى التوجيه النفسى ومدير مركز إشراقة للاستشارات النفسية قائلا: "أحلام اليقظة فى إطار حدودها الطبيعية لا يوجد منها أية مشكلة، ويمكننا أن نعرف أن أحلام اليقظة عند فرد ما قد خرجت من إطارها الطبيعى، وأصبحت مشكلة فعلية عندما تكون بعيدة عن الواقع، بمعنى أن هذه الأحلام أصبح لا يمكن أن تحقق فى الواقع، وعندما تكون هذه الأحلام عائقاً للواقع أيضا، بالإضافة إلى حدوث شذوذ فى سلوكيات الفرد نفسه، وتحدث هذه الأحلام فى إطارها الطبيعى بمعدلات بسيطة عند أغلب الناس".
ويضيف دكتور تامر: "أما بالنسبة لهذه الحالة فهى غالبا ما تذهب لهذه الأحلام بهدف الدفاع النفسى اللاشعورى حتى تشعر بالإنجاز فى حياتها، وهذا يعتبر تعديا واضحا للحدود الطبيعية، فهى الآن فى مرحلة إنذار لخطر الاضطرابات النفسية فهى تبتعد عن الواقع بهذه الأحلام، لذلك عليها أن تبدأ فى أخذ قرار الذهاب إلى الطبيب النفسى كخطوة للوقاية من أى آثار سلبية تحدث نتيجة الاضطراب النفسى، وبالنسبة لأسلوب البرمجة النفسية التى تريد أن تتبعه هى لا تحتاج إليه، ولكنها تحتاج إلى الإرشاد النفسى حتى تعرف ما الذى دفعها لهذه الأحلام، بالإضافة إلى عمل بعض التدريبات العملية لتعديل السلوك على يد المختص والتحدث مع الطبيب النفسى كنوع من أنواع التنفيس الانفعالى، وعليها أن تعرف أنه كلما طال فترة وقوعها فى حالة أحلام اليقظة بهذه الطريقة كلما كان الخروج منه أصعب".
ويمكنكم إرسال الأسئلة على health@youm7.com
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة