وستأتى إلى وحيدا
فأنا أعلم بك منك
وأقيس المسافات المتاحة بينى وبينك
لم يكن بينى وبينك أقوام
ولم يكن بينى وبينك شرطى
ولم يكن بينى وبينك شريط قطار وشهادة ميلاد
المحطات القديمة المهجورة فقط تجمعنا
أنت وحيد ..
تريد أن تبكى لحكايات تافهة آلمتك قديما
رجل المترو الذى قادك أمامه كرجل سرق منه حلما تمناه
وأنت تدافع عن نفسك وتقول: إنى نسيت بطاقة الرقم الوطنى فقط
وتصرخ
أنا لم أخطئ
وتصرخ
أنا معصوم من ممارسات العاديين
وتبكى
يضربك الشرطى.. لكونك أخطأت فى رتبته العسكرية
و التى عانى حتى يحصل عليها
ويسألك كم من الوقت احتجت كى تصبح بارعا فى عمل إجرامى؟
تقول له: أنا لست بمجرم
ويحدثك عن الثورات العربية التى أفسدت الشعوب
ويقول لك بصوت رخيم:
أنت رجل بجسد كلب وبوجه مجرم
أنت لا تستحق الحياة
فتبكى
وتبكى
وتبكي
وتصرخ كفى هزلا
كفى
كفى كل شئ
اليوم يتوقف الوقت حدادا على إهانتى
عزيزى
الشرطى لم يخطئ لأنه لم يكن هناك شرطى ولا محطة مترو
أنت وحيد
تخاف الجحور وتخشى الموت فى الطرقات
أنت وحيد
تجرى فى صفحات قصيدة طويلة وتدندن بتهتهات الشاعر المسكين مثلك
أنت وحيد
وأنا وحيدة وأبكى مثلك وأصرخ مثلك
فأنا لست نبية
لأن الله لم يخلق من الأنبياء نساء
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة