حمدى خليفه

عقد المصالحة

الثلاثاء، 03 مايو 2011 07:43 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
على بركة الله شهدت القاهرة الاتفاق بين حماس وفتح بعقد المصالحة يوم الأربعاء الماضى، وسوف يشهد نظيره القادم توقيع هذا العقد الذى يأتى فى ظروف غاية فى الأهمية وشديدة الحساسية فى ظل الصحوة العربية المفاجئة التى نشهدها نحو الانتقال إلى حقبة تاريخية جديدة على طريق التقدم العربى والسيادة العربية والحرية المنشودة.

إيران الدولة الإسلامية والحليف الأكبر لحماس باركت هذه المصالحة واعتبرتها انتصاراً لمصر والمصريين، والقوى العربية جميعاً هللت لهذا النصر المبين، معتبرة هذا العقد صفحة جديدة على طريق إجراء الانتخابات الرئاسية بعد مرور عام وانتخابات تشريعية تشهدها غزة والضفة الغربية.

لقد تخلى الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن عن كينونته رئيساً مبتهجاً بوطنيته ووضع المصلحة العليا لفلسطين فوق كل اعتبار، كذلك مواقع سلام فياض وإسماعيل هنية معطلة لصالح الكلمة العليا للشعب الفلسطينى.

إن إعادة هيكلة وتوحيد قوات الأمن فى غزة والضفة شرط أساسى لإنجاح الاتفاق، وصك وطنى على هذا العقد الذى ترعاه مصر بخبرائها العسكريين، والذى سيسعى لدمج قوات الأمن التابعة للفصائل الفلسطينية فى غزة وننتظر الكيفية وإنشاء قوة أمنية محايدة عن هوى الفصائل هو النجاح الحقيقى نحو تطبيق طوق العدالة المنشود.

إن عقد الاتفاق خطوة هامة على طريق محادثات السلام مع الجانب الإسرائيلى ويكون الرأى فيه للأغلبية بعد إضفاء نوع من الشرعية عليه، بحيث لا يكون من طرف واحد.

وإن ضاقت إسرائيل وأمريكا ذرعاً مما حدث وهو سبب أساسى فى انزعاجها، ملوحة بأن على منظمة التحرير الفلسطينية (فتح) أن تختار ما بين السلام مع إسرائيل أو السلام مع حماس، وهو ما بدا واضحاً فى تصريحات ليبرمان وزيرة خارجية بنى صهيون، مهددة باللجوء إلى حزمة من الإجراءات الانتقامية ضد السلطة حيال إبرامها عقد المصالحة وهذا ليس جديداً أو مستغرباً لا على بنى صهيون ولا على الأمريكان، الذى بدا واضحاً وجلياً أمام الجميع رعايتهما ومباركتهما للتناحر بين فتح وحماس لأطول فترة ممكنة امتدت حتى الأربعاء الماضى، تاريخ توقيع أحرفه الأولى فى القاهرة.. وهو ما بدا واضحاً فى خروج المئات من كافة الفصائل الفلسطينية بمظاهرات فرحة عارمة وخروج عدة بيانات منفصلة تعبر عن مدى الفرحة لهذا الانتصار.. ولا أحد يستطيع أن ينكر الجهد السعودى، الذى قامت به المملكة العام قبل الماضى من أجل محاولة احتواء الأزمة بين فتح وحماس وتهدئة الأجواء بين عباس وهنية فى مكة المكرمة، تلك البقعة المقدسة وهم ينظرون إلى الكعبة وبعد عدة أسابيع قليلة أتت زعابيب الشيطان الصهيونى الذى استطاع إيجاد الوقيعة والتناحر الذى عشنا مع الفلسطينيين فصولاً منه.

واعتبر المحللون أن وحدة الفصائل الفلسطينية أكبر انتصار تجاه العدو الصهيونى المتغطرس وهو ما تحرص إسرائيل على إيجاد الوقيعة كلما عنَ لها ذلك.

وسط الانشغالات العربية التى تتعرض لها كافة الأقطار لم تنس مصر موقفها من أهل فلسطين، ولم ولن تنسى قضيتهم باعتبارها قضية أمن مصرية فى المقام الأول لوجود اتفاقية الدفاع المشترك تجاه أى اعتداء.

إن مصر على طول الخط لم تنس القضية الفلسطينية فى الماضى أو الحاضر أو المستقبل، ولا تزال روح عرفات، محامى القضية الأول، ترفرف على كل شبر فى فلسطين، تدعو الجميع إلى الوحدة ونبذ العنف وتنحية الخلافات.. هذا الرجل حمل على عاتقه مرارة المسئولية ومخاطرها منذ مذبحة أيلول الأسود جراء الفتنة التى تعرض لها الفلسطينيون مع الأشقاء فى الأردن؛ أدت إلى رحيل منظمة التحرير؛ سنوات تغريب فى الأراضى العربية التونسية واستشهد أبو جهاد رئيس أركان المنظمة بأيدى متطرفين صهاينة استطاعوا أن يتسللوا إلى حجرة نومه.. ولم يفت ذلك فى عضد عرفات ولم يزده إلا إيماناً بالقضية وعزماً على العودة إلى وطنه بعد سنوات تغريب دخل عبر البوابة المصرية فى رفح ملوحاً بعلامات النصر وظل سنوات ممنوعا من مغادرة مسكنه فى أريحا بالضفة الغربية، سنوات لم ير فيها ابنته الوحيدة "زهو" ولم يحتضنها مثل كل الآباء ولم تمكنه قوات الاحتلال من رؤيتها وسط فتور عربى منقطع النظير نتمنى ألا نراه ثانية.

خيروه بين حبه لوطنه وحبه لفلذة كبده ففضل المصلحة العليا على مصلحته الشخصية.

بنى فلسطين: استرجعوا هذه الروح العالية التى بدت واضحة فى حياة عرفات وابنوا على منهاجها وحدة الهدف وتقرير المصير، فهما المعين الذى لا ينضب حيال أى خلاف مع الصهاينة الأشرار، ولتكن الصحوة العربية التى نتعايشها الآن خير وبركة على فلسطين وأهلها فى حياة ذات سيادة على أرض الدولة المستقلة.

• نقيب المحامين ورئيس اتحاد المحامين العرب





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة