طرحت دار بلومزبرى، مؤسسة قطر للنشر، كتاب "عصر الخداع" للدكتور محمد البرادعى بالأسواق، أول أمس حسبما أكدت فى بيان أصدرته الدار منتصف إبريل الماضى.
كانت الدار قد أعلنت عن حصولها على حق نشر الطبعة الإنجليزية لمذكرات الدكتور محمد البرادعى الحائز على جائزة نوبل، والتى تدور أحداثها حول فترة عمله كمدير للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة.
ويكشف البرادعى فى هذه المذكرات الجريئة عن الأسرار النووية الخاصة بأكثر أنظمة الحكم إرتيابا فى العالم، ويعرض مغامرات مليئة بالدسائس ومحطمة للأعصاب، ومطاردات بالسيارات، وفنادق مدينة "بيونج يانج".
وحسبما يقول بيان "بلومزبرى" فإن المذكرات تتناول تفاصيل مذهلة للحياة الدبلوماسية والمفاوضات، وتضم الكثير من التحليلات اللاذعة لشخصيات مثل "جورج دبليو بوش" و"تونى بلير" وغيرهم من قادة العالم.
ونتاج ذلك كله رؤية حيوية وقوية اللهجة توجه نقدا حادا للمجابهات الخغرافية - السياسية الحالية، فى محاولة منه لإثبات فكرة نبيلة مفادها أن الإقناع والتفاهم وليس العقاب هو أفضل وسيلة للقضاء على أعصى المشكلات والكوارث فى مهدها.
وتتضمن الكتاب مقولة لجراهام تى أليسون، أستاذ العلوم السياسية ومديرمركز بلفر للعلوم والعلاقات الدولية بمدرسة جون .أف .كيندى للعلوم السياسية بجامعة هارفارد، قال فيها: "إن البرادعى هو بحق أحد أعظم قادة عصره".
ويعرض الدكتور البرادعى فى الكتاب أشد المواجهات سخونة على وجه الأرضمن خلال سرده لعلاقته مع الولايات المتحدة الأمريكية وعن المفاوضات مع إيران، وعن الإصلاح والديموقراطية فى الشرق الأوسط وعن إمكانية إيجاد مستقبل خال من الأسلحة نووية.
ويشير بيان دار بلومز برى إلى دور محمد البرادعى خلال العقدين المنصرمين فى حل أشد الصراعات ضراوة فى عصرنا الحالى. وبسبب قدرته المتميزة على الحفاظ على مصداقيته فى أعين العالم العربى والغربى على حد سواء، وكيف تمكن من فرض نفسه كشخص شديد الإستقلالية وغير قابلة للمساومة.
أعلن البرادعى رفضه واعتراضه على قرار حكومة الرئيس "بوش" بالهجوم على العراق، واعترض كذلك على التطلعات النووية لكوريا الشمالية وعلى سياسة التحفظ والمواجهة التى اتبعها الغرب تجاه إيران. وقد نال د. البرادعى والوكالة الدولية للطاقة الذرية جائزة نوبل للسلام عن جهودهما للحد من انتشار الأسلحة النووية فى عام 2005.
ويأخذنا د. البرادعى فى كتابه الملىء بالتفاصيل الحية والأفكارالعميقة إلى خبايا النزاعات الدولية. وينقلنا البرادعى تارة كمفتش وتارة كمستشار وأخرى كسفير وقائم بأعمال وساطة، من بغداد التى أصيب المسئولون فيها بحالة من الوجوم والكآبة جعلتهم يتوقعون غزو الغرب لهم، إلى محادثات خلف الكواليس مع "كونداليسا رايس"، ثم إلى شوارع مدينة "بيونج يانج" والطرق التى يسلكها مهربى الأسلحة النووية فى باكستان.
ويحلل د. البرادعى فى هذا الكتاب إمكانية التقارب مع إيران، ويرفض فى ذات الوقت الحكومات المتشددة بكافة صورها، كما يعلن رفضه القاطع لمبدأ "إما نحن أو الآخرون"، ويؤكد على أهمية الاستمرار فى عملية التفاوض والمساعى الدبلوماسية.
ويؤكد د. البرادعى أن أمان الشعوب، على وجه الخصوص، مرتبط بأمن الأفراد وأن ذلك لا يتحقق فقط بنزع السلاح بل بالتزام العالم أجمع باحترام كرامة الإنسان وقيم الديموقراطية وتحقيق الاكتفاء.
كما تحدث د. البرادعى ببراعة وبأسلوب مقنع حول الجهود الدولية للحد من الفقر ولحل النزاعات وأبدى فهما عميقا للرابط الجوهرى بين السلام ونزع السلاح والتطور.