ذكرت صحيفة "الأثيوبيان هيرالد" الإثيوبية اليومية أن الحكومة الإثيوبية قبلت بطلب وفد الدبلوماسية الشعبية المصرية بأن يتفقد فريق فنى مشروع سد الألفية العظيم، الذى يقام على النيل الأزرق، وكذلك تأجيل التصديق على الاتفاقية الإطارية، حتى انتخاب حكومة جديدة فى مصر، وذلك بعد أن أبدى أعضاء الوفد الشعبى، استعدادا لمفهوم التوصل إلى حلول تحقق مكاسب للجميع، ولا تلحق أضرارا بأى طرف.
ونقلت الصحيفة عن نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الإثيوبى هيلمريام ديسالين، قوله إن إثيوبيا اتخذت هذا القرار لإعطاء الحكومة المصرية الجديدة وقتا لدراسة وفهم الاتفاقية الإطارية الشاملة، موضحا أن إثيوبيا لا تمثل كل الدول المتشاطئة على حوض النيل، بل تمثل نفسها فقط.
وقال ديسالين، فى تصريحاته التى نشرتها الصحيفة تحت عنوان "ليستمع كل منا إلى الآخر"، إن الوفد الشعبى المصرى طلب إتاحة وقت للحكومة الجديدة المنتخبة التى ستأتى إلى السلطة، وأن "الحكومة الإثيوبية لمست من أعضاء الوفد المصرى هدفا واضحا، وهو أنهم يرغبون فى حل يحقق مكاسب للبلدين مصر وإثيوبيا".
وأضاف أنه "يتعين على كل الدول المتشاطئة على نهر النيل توقيع الاتفاقية الإطارية الشاملة، والتى تحقق فوائد للجميع، وأنه إذا حدث تعاون بين جميع الدول ستكون هناك فرصة لتحقيق تأثير إيجابى لكل دول حوض النيل".
وأوضح ديسالين أن الثورة الشعبية المصرية غيرت الحكومة وأن الحكومة الجديدة لديها توجهات وأفكار ثورية وتقدمية، قائلا إنه "يتعين علينا أن نستغل هذه الروح التعاونية التى تهدف لتحقيق مكاسب للجميع.. ونشعر أن هذا النهج بدأ بالفعل الآن، وهذه نقطة جديدة للأمام لأن هذه الروح التى سادت المناقشات لم تكن موجودة ونشعر أننا على المسار السليم ويتعين أن نواصله وأن هذه الروح يتعين أن تتواصل أيضا".
وأشار إلى أن إثيوبيا ترحب بزيارة فريق فنى من إثيوبيا ومصر والسودان وخبراء دوليين إلى السد للتأكد من أن دول المصب لن يلحق بها أى ضرر، موضحا أنه من الواضح أن إثيوبيا تتبع سياسة تكفل مصالح كل من مصر والسودان.
ونقلت صحيفة "الاثيوبيان هيرالد" الإثيوبية اليومية عن مصطفى الجندى، منسق رحلة وفد الدبلوماسية الشعبية، قوله "إنها ستكون لحظة تاريخية أن تتعاون إثيوبيا ومصر معا لعمل الكثير لأبناء البلدين اللذين يحظيان بحضارة تمتد إلى آلاف السنين، ومن الآن قررنا العمل معًا، وسنعود إلى القاهرة الآن وسنقول للمصريين إن الإثيوبيين أشقاؤنا وليسوا أعداءنا".
ونسبت الصحيفة أيضًا إلى الدكتور السيد البدوى، رئيس حزب الوفد، والذى شارك فى وفد الدبلوماسية الشعبية قوله، إن "مصر وإثيوبيا بدأتا علاقة جديدة، والشعب الإثيوبى مثله مثل الشعب المصرى، من المهم أن ينعما بالرفاهية والازدهار، وأن الإعلام فى مصر سعيد جدًا بالنتائج التى تحققت اليوم خلال اللقاء مع رئيس الوزراء الإثيوبى".
وأشاد البدوى، فى تصريحاته للصحفية، بالحفاوة التى لاقاها الوفد الشعبى المصرى فى إثيوبيا، قائلا "شعرنا بأن الانطباعات التى زرعها النظام السابق فى أذهاننا لم تكن صحيحة، وتيقنا من أن الشعب الإثيوبى له نفس طبيعة الشعب المصرى، وأنه لن يفعل أى شىء من شأنه أن يضر بمصر".
واختتم وفد الدبلوماسية الشعبية منتصف الليلة الماضية زيارة استمرت أربعة أيام، وضم الوفد 48 من القيادات السياسية والحزبية ومن شباب ثورة 25 يناير وشخصيات عامة بينهم رئيس حزب الوفد، وكذلك حمدين صباحى والمستشار هشام البسطويسى والإعلامية بثينة كامل المرشحان لرئاسة الجمهورية، وضم أيضا الكاتبة سكينة فؤاد، نائب رئيس حزب الجبهة الديمقراطية، والدكتور محمد أبو الغار وعلاء عبد المنعم، القيادى بحزب الوفد وجورج إسحاق، القيادى بحركة كفاية والشاعر سيد حجاب والسفير عبد الرءوف الريدى وعبد الحكيم عبد الناصر نجل الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، بجانب عدد من شباب ثورة "25 يناير".
صحيفة: إثيوبيا استجابت لمطالب وفد الدبلوماسية الشعبية لتحقيق مكاسب للجميع
الثلاثاء، 03 مايو 2011 04:06 م