فاطمة خير

بوسة سعاد حسنى.. وشفايف عبدالحليم

الثلاثاء، 03 مايو 2011 01:48 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
و»آدى الربيع عاد من تانى« على رأى فريد الأطرش الله يرحمه، عاد الربيع لبلادنا لكنه جاء هذا العام مختلفاً، عاد ربيع يتشوق للحرية ويتنسم بشائرها من أفقٍ لا يزال بعيداً.

الربيع.. عاد من تانى، وبمناسبة الربيع، لازم نفتكر طبعاً وردة السينما المصرية سعاد حسنى، تلك التى ارتبط صوتها وطلة وجهها بابتسامة الربيع المصرى صباح يوم شم النسيم، حين ترتفع أصوات أجهزة التليفزيون والراديو بأغنية »الدنيا ربيع.. والجو بديع«، فى كل ربيع، يكون الجو بديعاً فعلا، ونغنى مع سعاد الأغنية نفسها التى لم تفقدها السنون بهجتها وكأنها استقتها بالفعل من روح الربيع، لكن -وآهٍ من لكن تلك- هل تتذكرون أغنية أخرى شهيرة من ذلك الفيلم »أميرة حبى أنا«؟.

بالظبط.. أغنية »بمبى.. بمبى« للرائع المبدع الراحل صلاح جاهين، فى مقطع من الأغنية تقول سعاد حسنى »بوسة ونغمض ويللا.. نلقى حتى الضلمة بمبى«، طيب.. لو أنكم لاحظتم هذا المقطع، أخبرونى: متى آخر مرة استمعتم إليه مذاعاً؟، الأغنية حين تذاع فى الراديو، يتم حذف هذا المقطع منها!، ولأن هذا من الصعب حدوثه مع الفيلم لأن »القطع« هيبان بسهولة، نجد الفرق بين الأغنية مصورة من الفيلم، أو ضمن أحداثه، والمذاعة عبر الراديو!
لحظة.. ليست وحدها »بمبى.. بمبى«، هى التى يحدث هذا أثناء إذاعتها، حاول أن تبحث عن أغنية »أول مرة تحب يا قلبى« للعندليب عبد الحليم حافظ، فى الإذاعة، ستجد أحد مقاطعها ناقصاً، وهو »لسه شفايفى شايله سلامِك.. شايله أمارة حُبِك ليا«، فى حين يتم تكرار المقطع السابق لها »قلبى يعيد لى كل كلامِك.. كلمة بكلمة يعيدها عليا« وتظل أنت فى انتظار »لسه شفايفى شايله سَلامِك« فلا تأتى أبداً، ويظل الحبيب فى مرحلة إعادة القلب لكلام محبوبته دون أن يصل إلى مرحلة »الشفايف«!

»بوسة« سعاد حسنى و»شفايف« عبدالحليم حافظ، يبدو أنهما أزعجا شخصا قرر أن يمارس رقابةً أخلاقية على الأغنيات التى تتسلل لأذن المجتمع المصرى، ففرض رقابته الخاصة على إبداع فنى مصرى، لم يتوقع صناعه أن مصيره سيكون فى يد من يختار أن »ينقى فيه الكلام على مزاجه«، كى يصبح هو الفلتر الشرعى، للأغنيات المصرية.
ربما أن هناك أغنيات أُخرى، لا أدرى، لكن.. وبمناسبة الربيع -الموسم الرسمى- لصوت سعاد حسنى وصوت عبد الحليم حافظ وذكراه، تعود هذه المسألة لتلح علىّ بقوة.. وبإحساس بالذنب نحو من أمتعونا بفنهم، دون أن يعرفوا أن الربيع سيعود ذات يوم خجلاً من قبلاتهم.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة