أحمد وجيه يكتب: ما بين "ارحموا عزيز قوم" و"لا تأخذكم بهم شفقة"

الثلاثاء، 03 مايو 2011 03:31 م
أحمد وجيه يكتب: ما بين "ارحموا عزيز قوم" و"لا تأخذكم بهم شفقة" مبارك

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إن كنت مصرياً أو كنت ممن ود أن يكون مصرياً فلابد أنك عضو فى أحد الفريقين. الفريق الأول، وهو الأغلبية، يدعون إلى إنزال أشد العذاب بالرئيس السابق ورفاقه ممن كانوا سبباً فى سلب ونهب موارد الشعب (الغلبان) وساهموا بشكل فعال فى تزييف وتزوير إرادة المواطنين الذين أوشكوا أن يفقدوا لقب مواطنين، بعد أن أصبحت مصر سلعة محتكرة قاصرة على الأسرة المالكة ومن أحاط بها من سعداء الحظ وذوى المصالح المشتركة.

ويرى هذا الفريق، ولا خلاف، على أن ما فعله هؤلاء هو جريمة تفوقت على كل ما ذكر بكتب علم الجريمة والعقاب، بل إنه يتعدى وصف الجرائم ويرقى ليكون (كُفراً)، بعد أن أرادوا استعباد شعباً بأكمله واحترفوا تصدير موارده بأزهد الأسعار بداية من الغاز، وانتهاء بتصدير الشعب نفسه، وعليه فإن مبارك وأعوانه وكل ما يتعلق بالنظام الفاسد يجب أن يتم محاكمته فى ميدان عام - حبذا لو كان ميدان التحرير - دون رحمة أو شفقة ليكون عبرة لمن يخلفه وليقتص منه كل فرد من أفراد الشعب.

الفريق الثانى - وهو الأكثر عاطفية - يطالب بالمحاكمة مع الوضع فى الاعتبار كل ما تحقق من إنجازات وبطولات وحكمة وفكر رشيد للرئيس السابق، على طريقة... (اذكروا محاسن موتاكم).

كما يستشهد أنصار هذا الرأى بعدة عوامل تدعوا إلى الرأفة ومخاطبة أصحاب القلوب الرحيمة منها عامل السن مثلاً.

ولا شك أن كلا الفريقين مصرى، وكلاهما يريد أن يسود العدل والأمان والعمل بمبدأ المساواة بين كافة أطياف الشعب المصرى، لكن الغالبية العظمى منهم قد غفلت عن شىء أهم بكثير من كيفية القصاص من القتلى والفاسدين.

ألا وهو.. مصلحة الوطن فينبغى أن يعلم الجميع أن الثورة لم تكن تهدف فقط إلى الإطاحة بالنظام الحاكم المستبد، لكن هذا الهدف لا يعدو أن يكون أكثر من خطوة فى طريق الإصلاح وأن الهدف الرئيسى من الثورة لم يحقق بعد، ألا وهو النهضة الشاملة فى كافة المجالات ( السياسية، الاقتصادية، الصحية.. إلخ) ولا ينبغى أن نغفل عن هذا الهدف مكتفين بما قد تحقق من إسقاط للنظام.

فإن كان الهتاف السائد وقتها "الشعب يريد إسقاط النظام" فإن الوقت قد حان لبناء نظام جديد - بكل ما تحمله الكلمة من معنى - وهو الشىء الأصعب، نظام يكفل للجميع نفس الحقوق والواجبات، نظام ينعكس على مستوى معيشة الفرد ، نظام ديموقراطى يقبل تعدد الآراء مع عدم الحجر عليها.

إذن فليأخذ كل من أخطأ أو ساهم فى حدوث خطأ نصيبه من العقاب مجرداً من كافة أنواع التمييز، سواء أكان تمييزاً بالسلب أو بالإيجاب، وليطبق القانون على الجميع دون شفقة ودون مغالاة، ولتكون تلك هى نواة التغيير الحقيقى.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة