قال الروائى الدكتور هشام عبد الغفار إن الفساد الإعلامى سيظل مستمرا حتى لو نجحت الثورة، مستشهدا فى ذلك بالمثل الأمريكى الذى يقول أن الإعلام هو" الرب الثانى".
وأضاف عبد الغفار خلال الندوة التى عقدت مساء أمس السبت بمكتبة "أ" لمناقشة مجموعته القصصية "كوكو" بحضور الكاتب مكاوى سعيد أن هذا الفساد موجود ايضا فى الدول الديمقراطية، معربا عن أمله فى أن يحدث ثمة توازن فى الخطاب الإعلامى.
وشبهه عبد الغفار ما حدث من انهيار لجهاز الشرطة يوم 28 يناير بما حدث للجيش المصرى فى نكسة 67 ،مقترحا أن تقوم الحكومة الحالية بتعيين وزير الداخلية رجل مدنى والأفضل أن يكون حقوقى، كما طالب بإلغاء جهاز الأمن الوطنى حيث اعتبره وجه آخر من وجوه جهاز أمن الدولة سابقا وضرب مثال بما فعلته روسيا بجهاز الــ KGP لأنه قد لا يظهر نشاطه الحقيقى الأن أو قد يتحول لجهاز تجسسى مرة أخرى.
وأضاف عبد الغفار أن الحلول كثيرة لعودة العمل الجاد داخل جهاز الشرطة، اهمها محاكمة الضباط الفاسدين الذين يستغلون منصبهم، إلغاء جهاز الأمن المركزى الذى يتفوق عدد جنوده عدد جنود الجيش وتغيير مفهون النعامل معه.
وأشار عبد الغفار إلى أن الشعب المصرى لا يمتلك إرادة الحسم ودائما ما يعتمد على العقل الجمعى قائلا " أنه أستاذ فى الحل الوسط"، مؤكدا على أن هذا الوضع لا ينبغى تطبيقه فى وقت الثورات لانها تحتاج لحلول جذرية.
وتنبأ عبد الغفار بأن الأقتصاد المصرى سيشهد حالة من الضعف خلال العشر سنوات القادمين ،مقترحا أن يكون الحل فى استقطاب الاستثمارات الأجنبية، وإصلاح القطاع الحكومى بحيث تمتلك الحكومة مشاريع تنموية جادية ولكن لا تديرها، مؤكدا على أن الحكومة المصرية ثبت خلال العقود الماضية افتقادها للقدرة على الإدارة الناجحة.
وأوضح عبد الغفار أن أغلب شخصيات مجموعته القصصية واقعية، قائلا إنه عندما بدأ يكتب ذهب للدكتور علاء الاسوانى فنصحه إذا أراد أن يصبح روائيا ناجحا عليه أن يجعل بداخل عقله شخص آخر يقوم برصد ما يحدث حوله ويخزنه حتى يجد وقت الكتابة مادة خصبه يقوم بتحليلها وكتابتها.
بينما أعرب الروائى مكاوى سعيد عن دهشته من اسم المجموعة القصصية الذى اتضح له بعد أن قرأها أن اسمها ظلمها كثيرا، مؤكدا على أن هذا الأسم وضعها تحت إطار الأدب الساخر، كما أنه من الممكن أن يصرف كثير من الأدباء والجادين والمهتمين عن قراءتها.
وأشاد سعيد بقدرة عبد الغفار على أستحضار الصوت الأخر داخل الرواية، مشيرا إلى أنه شعر أثناء قراءته للعمل أنه يشاهد فيما سنيمائيا، لافتا إلى أنه ظهر ذلك فى قراءته لجملة "إصرار عمته على طلاء أظافرها بالحمر القانى رغم بلوغها الثمانين من عمرها".
وقال عبد الغفار فى ختام حديثه إنه يعد حاليا لإصدار رواية جديدة كا قد بدأ فى كتابتها منذ انطلاق مشروع الحكومة الذكية لرئيس الوزراء السابق أحمد نظيف، مشيرا إلى أنه من المحتمل أن يكون اسمها "أم غادة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة