مركز دراسات يلوم أوباما على نيل نتانياهو من مكانته

الأحد، 29 مايو 2011 06:08 م
مركز دراسات يلوم أوباما على نيل نتانياهو من مكانته الرئيس الأمريكى باراك أوباما
واشنطن (أ.ش.أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ألقى تحليل مركز الدراسات الأمريكية والعربية - المرصد الفكرى البحثى، باللائمة على الرئيس الأمريكى باراك أوباما وحده فى تحمل وقبول الوضع المهين الذى ظهر به أمام وسائل الإعلام، نتيجة لخطابه الأخير حول الشرق الأوسط، وتمكن اللوبى الصهيونى ورئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو من النيل من سمعته ومكانته كرئيس.

وفى تحليله لتداعيات خطاب الرئيس الأمريكى أوباما على السياسة الشرق أوسطية لأمريكا، أوضح المركز أن "توقيت خطاب الرئيس الأمريكى باراك أوباما عن الشرق الأوسط، جاء ليبرهن حقيقة أصبحت جزءا مكونا من عناصر السياسة الخارجية الأمريكية، حيث برهن على فشل الرهان للتقدم بخطاب خاص بالشرق الأوسط عشية انعقاد المؤتمر السنوى لأقوى لوبى صهيونى فى الولايات المتحدة "منظمة أيباك"، خاصة لناحية فقدان القدرة الذاتية والأخلاقية للدفاع عنه".

وأضاف: "كما برهنت المقولة على صحة رؤية "أيباك" خاصة عشية لقاء أوباما مع بنيامين نتانياهو، والتى أثبت فيها الأخير قدرا أوسع وأدق من الفهم لعناصر السياسة الأمريكية عن أوباما.

وأضاف التحليل "وبعد جهود مضنية لتسويق الخطاب وتوقيته يوم الخميس، عشية انعقاد مؤتمر أيباك، كان مقدرا له أن يشكل استكمالا للسياسات الأميركية المعلنة على امتداد عدة عقود من الزمن، وخاصة الإعلان عن نية دعم إقامة دولة فلسطينية على الأراضى المحتلة عام 1967، مع بعض التعديلات التى ستباركها الولايات المتحدة". ولم تمض بضع ساعات على إلقاء الرئيس الأمريكى باراك أوباما لخطابه عن الشرق الأوسط إلا وكان الرد الحاسم من قبل أكبر مؤيدى "إسرائيل" جاهزا للتداول فى وسائل الإعلام، متهما أوباما بأنه قد تخلى عن "إسرائيل وقذف بها تحت عجلات الحافلة"، وعليه، فرض على البيت الأبيض موقف الدفاع ومحاولة توضيح مغزى ما جاء فى الخطاب.

وكان مقياس رد فعل الجالية اليهودية حاسما وباللغة المفضلة التى يفهمها السياسيون جيدا، فقد سارع كبار ممولى الحملات الانتخابية والمتبرعين للحزب الديمقراطى العمل على إحداث شرخ بين صفوف الجالية اليهودية لناحية دعمها التقليدى للمرشح الديمقراطي، ملوحين بسلاح المال الهائل لدى اليهود فى التحكم بنتائج الانتخابات الرئاسية المقبلة.

وأعرب عمدة نيويورك السابق ادوارد كاش عن الموقف بالقول إن أوباما "قد أسهم عمليا فى ضعضعة قدرة إسرائيل التفاوضية وإننى أدينه لذلك"، كما أن مورتايمر زكرمان، أحد ملياردارات اليهود المؤثرين والذى دعم أوباما فى الحملة الانتخابية السابقة أوضح أن أوباما "سيحظى بدعم سياسى أقل، وعدد أقل أيضا من المتطوعين
لحملتة الانتخابية، وإننى على يقين بان ذلك سينسحب على الدعم المالى كذلك."لكن حملة الهجوم المعدة جيدا لم تنته عند هذا الحد، إذ شهد اليوم التالى لقاءا مقررا بين الرئيس أوباما وبنيامين نتانياهو فى البيت الأبيض والذى وصف بأنه افتقد للود المعهود.. وتبعه لقاء صحفى مشترك بينهما شوهد فيه نتانياهو وهو يحاضر علنا
ويتوعد أوباما حول السياسة الشرق أوسطية.

وكما هو معتاد فى أروقة السياسة الأميركية، فقد نأى كبار الساسة من الحزب الديمقراطى بأنفسهم وابتعدوا عن البيت الأبيض ليواجه الغضب اليهودى وحده.. ومع حلول يوم الأحد، موعد إلقاء أوباما خطابه أمام مؤتمر أيباك، لم يجد الرئيس غضاضة فى التراجع عن بعض ما صرح به قبل يومين، متبنيا لغة ومفردات الخطاب السياسى
"الإسرائيلي" ذاتها.

إلا أن التداعيات استمرت فى طريقها، إذ يتوقع أن يوافق الديمقراطيون فى مجلس الشيوخ قريبا على مشروع قرار يرفض دعوة أوباما المضى فى المفاوضات السلمية استنادا إلى حدود عام 1967.. وجاء فى الصيغة المقترحة للقرار "ليس من مصلحة السياسة الأميركية والأمن والقومى أن يفرض على إسرائيل العودة بحدودها إلى ما كان قائما عام 1949 أو عام 1967".

ويؤشر تراجع أوباما السريع عما جاء فى خطابه بأنه قد اقتدى بدرس قاس فى السياسة الأميركية - الإسرائيلية، آى أن بضع مفردات بشر بها فى توقيت غير مرض تتباين عرضا مع نصوص السياسة الليكودية سيكون لها تداعيات كارثية.. وبعد ما حدث، يتعين على أوباما الانتظار نحو ثمانية عشر شهرا للتأكد من حجم الثمن الذى سيتعين عليه دفعه لقاء تصرفه وما إذا كان سيؤدى إلى خسارته الانتخابات المقبلة.

وفى البعد السياسي، كان يعول على الرئيس الأمريكى باراك أوباما، وهو الحريص على انتقاء مفرداته السياسية بدقة، الإلمام ببعض العوامل فى بلورة سياسة محددة تؤثر على "إسرائيل".. وقد يكون الاستخفاف بشخص وقدرة نتانياهو هو أحد العوامل المؤثرة، خاصة وأن الأخير يتقن الانجليزية ويتحدثها بطلاقة الأمريكيين، ويمكنه
مخاطبة الأميركيين كما يفعل بعض الزعماء الأجانب الذين يلقون احتراما واسعا، ويجب النظر إلى هذا العامل الذى مكنه من إلقاء محاضرة على رئيس أقوى دولة فى الكون دون وجل من آى ردات فعل.

وبرز أداء نتانياهو وقوة تأثيره على الساسة الأميركيين عند إلقاءه خطابه أمام جلسة مشتركة لمجلسى الكونجرس (الكنيست الأميركي)، وحديثه عن ضرورة المفاوضات السلمية مع الفلسطينيين، وهو الذى عارض علنا اتفاقيات أوسلو.. وحظى خطابه بنحو 29( ترحيب )وقوفا من المشرعين، بينما حصل أوباما على نحو 25( ترحيب) عند إلقائه خطابه السنوى المقرر عن حالة الأمة.. مما يؤشر، إلى جانب عناصر أخرى، بأن مجلسى التشريع الأميركيين، الكونجرس، أصبح أرضا محتلة إسرائيليا.أما العامل الثانى وفائق الأهمية فى صنع السياسة الأميركية، فهو قوة اللوبى الصهيونى فى الولايات المتحدة، والذى يتصدره أيباك كأقوى لوبى يمثل مصالح اليهود و"إسرائيل،" بالرغم من محاولات إيجاد لوبى يهودى بديل أكثر اعتدالا وواقعية من أيباك، وهو "جى ستريت"، فقد فشل فى مهمته بسبب قلق الزعامات اليهودية المؤثرة من موقفه من "إسرائيل".

وتجدر الإشارة إلى أن مؤتمر أيباك السنوى لعام 2011 قد شهد حضور نحو 67 عضوا من مجلس الشيوخ (من مجموع 100 عضو)، ونحو 286 عضوا من مجلس النواب (من مجموع 435)، إضافة إلى شخص رئيس الولايات المتحدة ووزيرة خارجيته.. ولا يجب إغفال دور الجالية اليهودية ككل، رغم ضآلة حجمها العددي، فى الإدلاء بأصواتها فى الحملات الانتخابية، إذ تشارك بكافة أعضائها، مما يجعل آى مرشح خاصة من الحزب الديمقراطى يحسب لها حسابا.

وأشار تحليل "مركز الدراسات الأميركية والعربية - المرصد الفكري/ البحثي" إلى أن ما يجمع عليه الساسة والباحثون، كعنصر مؤثر فى بلورة وصياغة السياسة الأميركية نحو الشرق الأوسط، هو ضعف الإحساس الاستراتيجى لدى طاقم إدارة الرئيس أوباما، خاصة وأن رجالاته يدركون جيدا طبيعة نتانياهو وما بإمكانه فعله، وأن خطاب أوباما كان سيستقبل من قبل جمهور غير راضٍ فى أيباك.. وكانت تقتضى الحكمة أن يفصح أوباما
عن سياسته الشرق أوسطية فى زمن آخر بعد انفضاض مؤتمر أيباك وانقضاء زيارة نتانياهو.

وأوضح التحليل أن العنصر الأخير فى مكونات سياسة أوباما هو ضعف أوباما المتأصل نحو نتانياهو، وبدلا من دفاعه عن سياسته المعلنة حديثا، سمح أوباما لنتانياهو بأن يقوم بتأنيبه بعنف وعلى الملأ، بل داخل مكتبه، وكله من أجل الفوز بأصوات ودعم الناخبين اليهود فى العام المقبل.

ونوه بأنه من المسلم به بين المراقبين أن تصرف أوباما المهين أمام نتانياهو لم يكن ليسمح به أى من الرؤساء الأميركيين، وأن التجاذب بين أوباما ونتانياهو يؤشر على قدرة وقوة اللوبى "الإسرائيلي" داخل الولايات المتحدة، والقضاء حاليا على الآمال ببلورة سياسة أميركية مستقلة نحو الشرق الأوسط وكذلك فى الفترة الرئاسية المقبلة.وأخيرا، أكد تصميم الشعب الفلسطينى على التمسك بحقه بالعودة إلى أراضيه على أن نضاله لصيق الإرهاصات والتحركات الشعبية العربية من أجل التغيير الديمقراطى وتصحيح البوصلة القومية باعتبار القضية الفلسطينية قضية عربية بامتياز، وأن الاستعمار الصهيونى وتجسداته على أرض فلسطين والدعم الأميركى غير المسبوق هو العائق الأساسى أمام تحقيق الأهداف العربية بتحرير فلسطين وعودة أهالها إلى أراضيهم.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة